إن المتأمل في حال الساحة هنا يدمى قلبه لما يرى من المنكر ولا يستطيع تبديله من دون تعاون البعض ممن يصر على رأيه ويرى أن إثارة المواضع الخلافية التي تشعل الفتنة والشقاق بين الطوائف المختلفة هي جهاد مقدس لا يمس.. فأي جهاد هذا؟!! وهل تخاصمنا من أعداء الحاضر والمستقبل لنتفرغ في التاريخ وننبش أحداثه لإحياء الأحقاد والخلاف بيننا؟!!
متى ستصل أصواتنا إلى إخواننا الأعزاء؟ ومتى ينتبهوا (كذا) ليروا ما يحيكه أعداء الإسلام ضدنا ونحن عنهم بالقتال والخلاف بيننا غافلون؟!!
اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة.. بحق محمد وآله الطاهرين..
وصلى الله على محمد وآله وسلم.
وكتب (فاتح) بتاريخ 29 - 1 - 2000، الواحدة إلا ربعا صباحا:
كي لا تطغى أنوثتك على كتابتك، لما ننكر الخلاف ونجامل أنفسنا في سبيل ادعاء قيم وهمية.
هل بقولنا ذلك سوف ننفي الخلاف الواقع بين الأمة الإسلامية؟ إن الخلاف أمر يتجسد في واقعنا الخارجي فنحن لا نثيره، بل نحاول إصلاحه وبيان الخطأ فيه.
ليت شعري، أين قوله عليه السلام لئن يهدي بك الله رجل (كذا) خير لك مما طلعت عليه الشمس، أليس الأولى أن يبدأ الإنسان بعيوبه فيصلحها؟
إبدأ بنفسك فانهاها عن غيها، أليست الأمة مثل النفس الواحدة التي يجب أن نستأصل السرطان من بينها؟
كيف سنقول للعالم إن ديننا الإسلامي يحمل بين طياته خمسة مذاهب يكفر بعضنا بعضا، أم ندلس الحقائق يوم تبليغها؟