أما إذا كان القتال من أجل تحرير بلاد المسلمين من الكفار كما في فلسطين، فإن الجهاد في هذه الحالة يقوم به الأفراد والجماعات حتى تحدث الكفاية.
أما عن استدلالك بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أنه بدأ فردا ثم كون الجماعة من الصحابة ثم كتل هذه الجماعة وثبت فيها العقيدة الإسلامية ثم خاض صراعا فكريا وسياسيا مع قريش، ورغم ما لاقاه عليه الصلاة والسلام من أذى هو وأصحابه فلم يقوم (كذا) بأي عمل عسكري ضد قريش وأمر أصحابه بعدم قتال القوم، وهم قريش حتى وجد النصرة من الأنصار وهاجر وأقام الدولة الإسلامية هناك وجهز الجيوش وأرسل الرسل، وبذلك أعلن الجهاد أي بعد أن أوجد الدولة. وهذا ما جاءت به السنة النبوية.
فعلينا أن ندرك طبيعة الحرب التي أعلنها بن لادن على أمريكا وبعدها نحكم هل الدور المطلوب دور الدولة أم دور الأفراد والجماعات في هذه الحرب.
وأعتقد أنني قد وضحت هذا الخلط في هذا الموضوع.
فأجابه (زكي عبد المجيد):
إنه لا بد من الأولى فالأولى وكما قال المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: قاتلوا الذين يلونكم من الكفار..
قال ابن كثير: أمر الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا الكفار أولا فأولا..
الأقرب فالأقرب إلى حوزة الإسلام، ولهذا بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين في جزيرة العرب فلما فرغ منهم ودخل الناس من سائر أحياء العرب في دين الله أفواجا شرع في قتال أهل الكتاب..