ويستفاد منه أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله أمر أمته بمشايعة علي عليه السلام وأتباعه.
ثانيا: مع غض الطرف عن الاختلافات الموجودة في مسألة الإمامة والخلافة بين أهل السنة والشيعة حيث إن الشيعة تعتقد في الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه وآله النص.
وقد ثبت ذلك لعلي عليه السلام وأبنائه الأحد عشر، واحد بعد واحد حتى آخرهم الإمام المهدي الحجة الغائب عن الأنظار ويستدلون على إثبات عقيدتهم هذه بالآيات الباهرة والأحاديث الزاهرة المروية في كتب الحديث والتاريخ والأخلاق والكلام المعتبرة عند أهل السنة.
وأما أهل السنة فيذهبون إلى أن كل من ادعى الخلافة فهو الخليفة والإمام الحق الواجب الإطاعة بدوا من أبي بكر حتى المعتصم العباسي آخر حكام بني العباس وعلى هذا قالوا بأن عليا عليه السلام هو رابع خلفائهم. ولو درست التاريخ بدقة لرأيت أن كل من تقلد الخلافة وتقمص الإمامة سواء الذين تقدموا عليا عليه السلام أو تأخروا عنه قد أذعنوا واعترفوا بأفضلية علي عليه السلام التامة، وبأنه عليه السلام هو صاحب الحق في خلافة النبي صلى الله عليه وآله، وأنه هو الإمام والخليفة بعده.
ولو نفرض أن الشيعة أغمضت الطرف عن تلك الأدلة الواضحة في إثبات أحقية الخلافة لعلي عليه السلم ولم تتمسك بها واستغنت عنها في احتجاجاتهم واستدلالاتهم على أولوية الإمام علي عليه السلام وأنه هو الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه وآله لكفتهم في إثبات معتقدهم في موضوع إمامة الإمام علي عليه السلام تلك الاعترافات والتصريحات التي أدلى بها خلفاء أهل السنة والمناوئين لعلي عليه السلام التي رواها علماؤهم في كتبهم.
وبتعبير آخر: إذا تغاضينا لإثبات إمامة الإمام علي عليه السلام وخلافته بعد النبي عن تلك الثلاثمائة آية التي نزلت بشأن علي عليه السلام كما قال الصحابي عبد الله بن عباس