ورواها المفسرون من الفريقين (1)، ولم نحتج بالأحاديث الصحيحة المروية في سنن أهل السنة ومجاميعهم التي رووها بشأن الإمام علي عليه السلام والتي تبين فضائله ومناقبه والتي هي أضعاف أضعاف تلك الآيات، ولم نتمسك بالروايات التي تربو على المئات والتي تروي لنا مناشدات الإمام علي عليه السلام واحتجاجاته على خصومه مما رواه حفاظ أهل السنة.
وكذا لو أغمضنا الطرف عن تاريخ حياة الإمام المهتضم حقه الذي كتبه وسطره مفكرو أهل السنة والحافل بالقيم الإسلامية، بل واعتبرنا تلك الكتب مثل سائر الكتب القصصية والروائية التي تلفت ونسيت.
وأخيرا فإذا لم نلتزم بتلك الاعترافات والتصريحات التي صرح بها كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله في شأن علي عليه السلام وأفضليته وخلافته الحقة بعد النبي صلى الله عليه وآله.
وكذا لو تركنا تلك الكتب والرسائل القيمة التي كتبها علماء أهل السنة ومحققوهم الأعاظم بشتى اللغات والأساليب العلمية والحديثية والأدبية والتاريخية في بيان شخصية الإمام علي عليه السلام وفضائله والتي تتجاوز هذه الكتب والرسائل حد الاحصاء سواء ما ألف مستقلا أو ضمنيا (2) وجعلنا كل ذلك في أرشيف التاريخ.
وبعد كل هذا، توجهنا إلى ما نقل من اعترافات مخالفي علي عليه السلام وأعدائه وتصريحاتهم - كما تكفل هذا الكتاب ببيانها والاحتجاج بها على الخصم - لكفانا ذلك في إثبات أولوية الإمام علي عليه السلام وأحقيته للإمامة، وأنه الوصي والخليفة