كتاب الصلاة - شيخ عبد الكريم الحائري - الصفحة ٤٦٦
مختصة بالمورد الخاص ولا تشمل المقام ويمكن ان يستظهر البقاء على القدوة إلى الركعة الأخرى من الأخبار الواردة في المسألة الآتية.
(14) لو أدرك الامام بعد رفع الرأس من الركوع يستحب له ان يكبر ويدخل معه في السجود عند أكثر العلماء ولكن لم يعتد بالركعة اجماعا لما مضى من أن منتهى حد ادراك الجماعة ادراك الامام راكعا وهل يستأنف التكبيرة أو يكتفى بها لعل الظاهر بمقتضى الاخبار الثاني ففي رواية معلى بن خنيس إذا سبقك الامام بركعة وأدركته وقد رفع رأسه فاسجد معه ولا تعتد بها والظاهر أن مرجع الضمير هي السجدة وفى رواية معوية بن شريح عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا جاء الرجل مبادرا والامام راكع أجزئه تكبيرة واحدة إلى أن قال عليه السلام ومن أدرك الامام وهو ساجد كبر وسجد معه ولم يعتد بها الخبر. وهذه مثل الأولى مضافا إلى أن الظاهر أن التكبير المأمور به فيها هو تكبر الافتتاح ولا معنى للامر بالتكبير الذي يفسده السجدة و يمكن ان يستظهر من هذين الخبرين انه لو أدرك الامام في السجدة وبقى من صلاة الامام فتحقق الجماعة وجواز تبعيته للامام في الركعات الباقية انما هو بنفس التكبيرة ولا يعتبر في صحة الاقتداء تبعيته في السجود الذي ليس من اجزاء صلوته ولا يجوز ان يعتد به ويحتسبه من صلوته فان مقتضى رواية المعلى ان ادراك الامام في الركعة الأولى جائز بعد رفع رأسه من الركوع ولكن الركعة المفروضة ليست مما يحتسب ركعة للمأموم والسجود المأمور به مع الامام انما هو لمحض المتابعة و ادراك الفضل كمتابعته في السجود في الركعة الأخيرة كما هو مقتضى رواية معوية بن شريح ومن أدرك الامام فهو ساجد كبر وسجد معه ولم يعتد بها الخ فيكون المحصل من مجموع الروايتين ان مدرك الامام في السجدة يكبر ويسجد معه فان كانت هي سجدة الركعة الأخيرة يقوم ويتم صلوته منفردا بتلك التكبيرة وان بقي من صلاة الامام شئ يصلى جامعا ولا شك في أن ادراك الامام في السجدة الأخيرة لا يتحقق به الجماعة بل هو متابعة يدرك بها الفضل والظاهر أن متابعته في غير السجدة الأخيرة أيضا كمتابعته في السجدة الأخيرة فائدتها ادراك الفضل فإنهما من باب واحد فتحصل
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»
الفهرست