الرواية مما يدل على أن دخل رضا المخلوق في العمل محرم وان كان الباعث الأصلي طلب وجه الله تعالى والدار الآخرة أوجبت فتوى العلماء رضوان الله عليهم بحرمة صلاة من يظهر الناس عمله المأتى به بداعي التقرب مستقلا فان هذه الصلاة خاصة ادخل فيها رضا المخلوق.
وأنت خبير بان الظاهر منها ان العنوان الذي يطلبه الله تعالى لو اتى به لوجه الله مع دخل رضا الغير فيه يكون مشركا فإنه في هذه يكون وجود عنوان المأمور به مستندا إلى مجموع الداعيين وان كان أحدهما تاما والاخر مؤكدا وهذا مناسب لاطلاق الشرك عليه وأما إذا كانت ايجاد أصل العمل المأمور به مستندا إلى القرب من دون شركة داع آخر ولو تأكيدا وإيجاد الخصوصية التي لا يقتضيها امر الامر لا وجودا ولا عدما مستندا إلى داع مباح وهو طلب المنزلة عند الناس ومدحهم له فلا يفهم من الرواية أصلا وهذا نظير ما ورد في باب الرياء من عدم قبول ما كان لله ولغيره مثل رواية على بن سالم قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قال الله تعالى انا اغنى الأغنياء عن الشريك فمن أشرك معي غيري في عمل لم اقبله الا ما كان لي خالصا ولا اشكال في أن مورد القبول وعدم القبول ليس الا عنوان المأمور به فان كان له عز وجل خالصا يقبل وان كان غير خالص لا يقبل واما الخصوصيات الخارجة المنضمة إلى المأمور به بواسطة ترجيح فرد من بين الافراد لداع مباح فليس موردا للقبول وعدمه والحاصل ان الناظر في اخبار الباب يكاد يقطع بان المحرم والممنوع والمبطل للعبادة هو اظهار عبادة الله تعالى مع أنه لا يكون كذلك في نفسه لا مطلق الاظهار ولو كان مطابقا لما في نفسه ومما يصرح بذلك اطلاق المخادع على المرائي في بعض الاخبار كرواية مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمد عن آبائه (ع) ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل فيما النجاة غدا فقال انما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم فإنه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الايمان ونفسه يخدع لو يشعر قيل له صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يخادع الله قال يعمل بما امره الله ثم يريد به غيره (الخ) وهو يتوهم ان اظهار الإطاعة الواقعية واظهار الصلاة التي لم يقصد في ايجادها الا وجه الله تعالى يكون المخادعة معه أليست الرواية صريحة في العمل الذي يظهر للناس انه طاعة