ثم مات خالد في سنة 21 هجرية في ظروف مشكوكة.
وعزل عمر أنس بن مالك والي أبي بكر على البحرين (1)، وعين أبا هريرة بدلا عنه وبقي أنس مواليا لأبي بكر.
إذ كان أبو هريرة من الموالين لعمر وبني أمية وكان أنس من الموالين لأبي بكر.
ولم يقتصر ملف الموت السريع على أبي بكر وولاته وقادته بل شمل أبا قحافة! إذ لم يعش أبو قحافة بعد أبي بكر إلا ستة أشهر وأياما، وتوفي في المحرم سنة أربع عشرة بمكة (2).
وتعتبر عائلة أبي بكر من المعمرين في السن فلولا قتلهم أبا بكر لعاش أكثر، ولكنهم قتلوه وقتلوا أولاده!
ومجموع تلك الأحداث يثبت بأن عزل وقتل هؤلاء قد تم بواسطة جهة واحدة وبأمر واحد، ومن قبل طرف مستفيد من تلك الحالة.
وتلك الجهة تتمثل في عمر وعثمان وأبو سفيان ومعاوية والمغيرة وأبو هريرة وابن العاص وابن عوف الذين قسموا مناصب الدولة فيما بينهم بعد طردهم لأعوان أبي بكر وأصبح عمر بن الخطاب خليفة وعثمان وصيا له وابن عوف وصيا لعثمان!