وكان هذا العزل مقدمة لاغتيال ابن الجراح. وكان كل عزل يتبعه اغتيال، وهذه نظرية معروفة من نظريات عمر بن الخطاب.
فكان عمر قد عزل خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني وعتبة بن غزوان وشرحبيل بن حسنة وأبا عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وكل هؤلاء قد قتلوا في زمن خلافة عمر بن الخطاب!
ومن الذين عزلوا ولم يقتلوا كان أنس بن مالك إذ كان شاذا عن تلك القاعدة ولكل قاعدة شواذ.
ولقد مات ابن الجراح ومعاذ وشرحبيل وبلال في وقت واحد!
وادعت الدولة بأن بلالا ومجموعته قد قتلوا بدعاء عمر عليهم!
ولم يكن بلال من خط أبي بكر بل كان مخالفا أيضا إذ ذكر الجاحظ:
وكان بلال وعمار يطعنان على أبي بكر وعمر (1). وكان بلال مخالفا لعمر ويأوي معارضيه.
وقالوا بأن عمر بن الخطاب قد قال:
اللهم اكفني بلالا وأصحاب بلال. قال: فما حال الحول عليهم حتى ماتوا جميعا (2).
والظاهر أن الدولة قد شككت في قبول الناس بموت هذا العدد الكثير من الزعماء المعارضين بصورة طبيعية وفي وقت واحد.