والاغتيال ففي عمرها تعرضت للجوع والحرمان في حصار قريش لشعب أبي طالب وتعرضت للظلم في ظل حكم أبي جهل وأبي سفيان ثم تعرضت للقتل في زمن حكم أبي بكر وعمر فقالت:
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا (1) وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد هيأها لاستقبال المعضلات والمظالم وذلك من علائم النبوة له (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قال لها: يا فاطمة اصبري على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا، فنزلت الآية الكريمة: * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) * (2) وتختلف عائشة عن خديجة اختلافا منهجيا إذ كانت شديدة الأخلاق حادة الطبع عنيفة المجابهة، وتحاول الاستفادة من شدتها في حل القضايا المعضلة عندها.
قالت أم سلمة: استيقظ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات ليلة وهو يقول: لا إله إلا الله ما فتح الليلة من الخزائن؟ لا إله إلا الله ما أنزل الليلة من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجر، يريد به أزواجه... يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة (3). في إشارة منه لنسائه المخالفات له! حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هنا عام في الفتنة، وإن منبعها مسكن عائشة، فهل يقصد في ذلك اشتراكها في قتله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما جاء في الرواية أم يقصد اشتراكها في دعم مشروع السقيفة واغتصاب الخلافة، أم تحركها الواسع لرفض الثقل الثاني بعد القرآن أي أهل البيت (عليهم السلام)، أم افتعالها معركة الجمل للمطالبة بدم عثمان وهي التي قتلته، أم هو (صلى الله عليه وآله وسلم) يقصد بحديثه المذكور مجموع تلك الفتن وغيرها التي صنعتها أم المؤمنين عائشة. أو اشتركت في حياكتها.