فمنهم الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في " الفتن والملاحم " (ج 2 ص 570 ط مكتبة التوحيد بالقاهرة) قال:
حدثنا عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة وليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يبلغ الذين فتحوا القسطنطينية خروج الدجال فيقبلون حتى يلقوه ببيت المقدس، قد حصر هنالك ثمانية آلاف امرأة واثنا عشر ألف مقاتل، هم خير من بقي وكصالح من مضى، فبينا هم تحت ضبابة من غمام، إذ تكشف عنهم الضبابة مع الصبح، فإذا بعيسى بن مريم بين ظهرانيهم، فيتنكب إمامهم عنه ليصلي بهم، فيأبى عيسى بن مريم حتى يصلي إمامهم تكرمة لتلك العصابة، ثم يمشي إلى الدجال، وهو في آخر رمق، فيضربه فيقتله، فعند ذلك صاحت الأرض فلم يبق حجر ولا شجر ولا شئ إلا قال: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله، إلا الغرقدة فإنها شجرة يهودية فينزل حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية وتبتز قريش الإمارة وتضع الحرب أوزارها وتكون الأرض كفا ثورة الفضة وترفع العدواة والشحناء والبغضاء وحمة كل ذات حمة وتملأ الأرض سلما كما يملأ الإناء من الماء فيندفق عن نواحيه حتى تطأ الجارية على رأس الأسد ويدخل ويدخل الأسد في البقر والذئب في الغنم وتباع الفرس بعشرين درهما ويبلغ الثور الثمن الكثير ويكون الناس صالحين، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت حتى تكون على عهدها حين نزلها آدم عليه السلام حتى يأكل من الرمانة الواحدة الناس الكثير ويأكل العنقود النفر الكثير وحتى يقول الناس: لو أن آبائنا أدركوا هذا العيش.