فأخذ منه جزة صوف تغزلها فاطمة بثلاث أصوع شعير، فكانوا كلما قدموا طعامهم جاءهم مسكين فآثروه به ليالي صومهم، حتى نزلت: " ويطعمون الطعام على حبه ".
ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في " منال الطالب " (ص 126 مخطوط) قال:
ومما اعتمد من الطاعة وسارع فيه إلى العبادة ما رواه الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي رحمه الله وغيره من أئمة التفسير يرفعه بسنده أن عليا عليه السلام آجر نفسه ليلة إلى الصبح يسقي نخلا بشئ من شعير، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه وجعلوا منه شيئا يأكلونه يسمى الخزيرة، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه وطووا علي وفاطمة والحسن والحسين، فاطلع الله سبحانه على نيتهم وأن القصد في ذلك الفعل وجه الله تعالى طلبا لنيل ثوابه ونجاة من عقابه، فأنزل الله سبحانه " ويطعمون الطعام على حبه " إلى آخر الآيات. فأثنى عليهم وذكر المجازاة على هذه الحالة بقوله سبحانه " فوقاههم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة السرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا * متكئين على الأرائك " إلى آخر الآيات.
ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي الشهير بابن الجوزي في " تبصرة المبتدي " (200 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال:
لما جاءت المديحة على الإيثار ووصف نعيم الجنة لم يذكر في ذلك الحور