عن علي بن الأقمر عن أبيه قال: رأيت عليا (عليه السلام) وهو يبيع سيفا له في السوق ويقول: " من يشتري مني هذا السيف؟ فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لطال ما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله، ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته " (1).
العشرون: صاحب الصفوة هذا قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا الحسن بن علي الوراق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عيسى قال: حدثنا عمرو بن تميم قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: حدثني رجل من ثقيف أن عليا (عليه السلام) استعمله على عكبرى قال: قال لي: " إذا كان عند الظهر فرح إلي " فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسني دونه، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء، فدعا بظبية فقلت في نفسي: لقد امنني حين يخرج إلي جواهر ولا أدري، فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم، فإذا فيها سويق فأخرج منها فصب في القدح وصب عليها ماء فشرب وسقاني فلم أصبر فقلت: يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام أهل العراق أكثر من ذلك؟
قال: " أما والله ما أختم عليه بخلا ولكني أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن يفنى ويصنع من غيره، وإنما حفظي لذلك، وأكره أن أدخل بطني إلا طيبا " (2).
الحادي والعشرون: قال: أخبرنا [أبو القاسم بن] الحصين [قال حدثنا ابن المذهب] قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب عن مجاهد قال: قال علي (عليه السلام) (عليهم السلام) " جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها وقاطعتها كل ذنوب على تمرة، فمدت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي، فأتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت يكفي، هكذا بين يديها، وبسط إسماعيل يديه وجمعهما، فعدت له ستة عشرة تمرة فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرته فأكل معي منها " (3).
الثاني والعشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أكابر علماء العامة من معتزلة بغداد قال في الشرح في أمير المؤمنين (عليه السلام): وأما الزهد فهو سيد الزهاد وبدل الأبدال وإليه تشد الرحال وعنده تنفض الأحلاس، ما شبع من طعام قط، وكان أخشن الناس مأكلا وملبسا قال: قال عبد الله بن أبي رافع، دخلت عليه يوم عيد فقدم جرابا مختوما، فوجدنا فيه خبز شعير يابسا