الحداد بأصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، أخبرنا الإمام طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، قال: حدثنا أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزي، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحسن بن محمد، حدثنا أبو رزعة، حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا أبو معاذ صالح بن ميثم عن الحارث بن حصيرة قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما علمنا أن أحدا كان في هذه الأمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) أزهد من علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1).
الرابع: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا حنبل بن إسحاق (2) قال: قال أبو نعيم: وسمعت سفيان يقول: إذا جاءك عن علي - كرم الله وجهه - شئ أثبت لك فخذ به ما بنى لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة ولقد كان يجاء بحبويه في جراب من المدينة (3).
الخامس: موفق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الدار بردي بمرو، حدثنا موسى بن يوسف، حدثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة، حدثنا عبد الرحمن بن مفرا قال: حدثنا أبو سعيد البقال عن عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة قال: دخلت على علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) القصر فوجدته جالسا بين يديه صحفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدة حموضته وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه، وهو يكسره بيده أحيانا فإذا أعيا عليه كسره بركبتيه فطرحه فيه فقال: " أدن فأصب من طعامنا هذا " قلت: إني صائم.
قال: " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقا على الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها " قال: فقلت: لجاريته وهي قائمة بقريب منه، ويحك يا فضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ، ألا تنخلون له طعاما مما أرى فيه من النخالة؟
فقالت: لقد تقدم إلينا أن لا ننخل له طعاما.
قال: " ما قلت لها "؟ فأخبرته.