المواضع من القرآن " وقال (عليه السلام): " وأما الثالثة حين ميز الله تعالى الطاهرين من خلقه وأمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بالمباهلة بهم في الآية الابتهال فقال عز وجل: * (فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) * " قالت العلماء: عنى به نفسه؟ قال أبو الحسن (عليه السلام) " غلطتم إنما عنى به علي بن أبي طالب، ومما يدل على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله) حين قال لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي - يعني علي بن أبي طالب - وعنى بالأبناء الحسن والحسين وعنى بالنساء فاطمة (عليها السلام) فهذه خصوصية لا يتقدم فيها أحد وفضل لا يلحقهم فيه بشر وشرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة وأما الرابعة " وساق الحديث بذكر الاثني عشر موضعا من القرآن (1).
الحديث الثامن: ابن بابويه قال: حدثنا أبو أحمد هاني بن أبي محمد بن محمود العبدي (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبي بإسناده رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث له مع الرشيد قال الرشيد له (عليه السلام) كيف قلتم: إنا ذرية النبي والنبي لم يعقب وإنما العقب للذكر لا للأنثى وأنتم ولد البنت ولا يكون لها عقب فقلت: " أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة " فقال: لا، أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا أنهي إلي ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله أنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شئ ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم واحتججتم بقوله عز وجل: * (ما فرطنا في الكتاب من شئ) * وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم فقلت: " تأذن لي في الجواب؟ " فقال: هات.
قلت: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم * (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس) * من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليس له أب.
فقلت: " إنما ألحقه بذراري الأنبياء (عليهم السلام) من طريق مريم (عليها السلام)، وكذلك ألحقنا الله تعالى بذراري النبي (صلى الله عليه وآله) من قبل أمنا فاطمة (عليها السلام) أزيدك يا أمير المؤمنين؟ " قال: هات.
قلت: " قول الله عز وجل * (فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * ولم يدع أحد أنه أدخل