غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٣ - الصفحة ١٧
فائدة جليلة في أن نجاة سفينةنوح (عليه السلام) كان بالنبي (صلى الله عليه وآله)وأمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) من طريق العامة (1)
(١) يؤيد ما سيذكره المصنف أمور:
١ - حديث النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): " بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا " (شرح دعاء الجوشن: ١٠٤، وجامع الأسرار: ٣٨٢ - ٤٠١ ح ٧٦٣ - ٨٠٤، والمراقبات: ٢٥٩).
وروته العامة بلفظ: " يا علي إن الله تعالى قال لي: يا محمد بعثت عليا مع الأنبياء باطنا ومعك ظاهرا "، ثم قال صاحب كتاب القدسيات: وصرح بهذا المعنى في قوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي، ليعلموا أن باب النبوة قد ختم وباب الولاية قد فتح (الأنوار النعمانية: ١ / ٣٠).
أقول: يوجه كلام صاحب كتاب القدسيات: إن باب الولاية كان موجودا مع كل نبي سرا، إلا أنه لم يفتح ظاهرا، فكانوا الأنبياء جميعا يستفيدون من هذا السر الولائي إلى أن وصل إلى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فظهر هذا السر إلى العلن.
٢ - ما يأتي في الكتاب الرابع من توسل جميع الأنبياء بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وقد قدمنا نموذجا منه.
٣ - وما روي عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) قال: " فنحن السنام الأعظم وفينا النبوة والولاية والكرم، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون آثارنا " (بحار الأنوار: ٢٦ / ٢٦٤ باب جوامع مناقبهم ح ٤٩، ومشارق أنوار اليقين: ٤٩) فهذا صريح في أن أنوار محمد وآل محمد (عليهم السلام) كانت مع كل نبي سرا، والكون ليس لمجرده بل ليستفيدوا منه، ويقتفون آثاره وآثار آل محمد التي لا يعرف تفسيرها إلا هم، وإلا كيف يكون للنور السري مع كل نبي أثرا يقتفى ويهتدى به؟!
٤ - وما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لمن سأله عن فضله على الأنبياء الذين أعطوا من الفضل الواسع والعناية الإلهية قال:
" والله قد كنت مع إبراهيم في النار، وأنا الذي جعلتها بردا وسلاما، وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق، وكنت مع موسى فعلمته التوراة، وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل، وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته من كيد إخوته، وكنت مع سليمان على البساط وسخرت له الرياح " (الأنوار النعمانية: ١ / ٣١) ٥ - وروى ابن الجوزي والقاضي عياض قول العباس يمدح النبي (صلى الله عليه وآله):
وردت نار الخليل مكتتما تجول فيها ولست تحترق (الوفا بأحوال المصطفى: ٢٨ الباب الثاني - ح ٩، وينابيع المودة: ١٣ - ١٤) يا برد نار الخليل يا سببا لعصمة النار وهي تحترق (الشفا بتعريف حقوق المصطفى: ١ / ١٦٧ - ١٦٨ الباب الثالث) ٦ - وقال القسطلاني في المواهب:
سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد هذا النعيم هو المقيم إلى الأبد روح الوجود حياة من هو واجد لولاه ما تم الوجود لمن وجد عيسى وآدم والصدور جميعهم هم أعين هو نورها لما ورد لو أبصر الشيطان طلعة نوره في وجه آدم كان أول من سجد أو لو رأى النمرود نور جماله عبد الجليل مع الخليل ولا عند لكن جمال الله جل فلا يرى إلا بتخصيص من الله الصمد (المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: ١ / ٤٤) ٧ - وقال الشيخ محمد حسين الأصفهاني:
طأطأ كل الأنبياء لطاها ذلك عز عز أن يضاهي تقبلت تربة آدم الصفي بيمنه أكرم به من خلف وسجدة الأملاك لا لغرته بل نور ياسين بدا في غرته به نجى نوح من الطوفان بمرسلات اللطف والإحسان (الأنوار القدسية: ٢٠).
٨ - وقال الصفوري: لما ألقى إبراهيم في النار كان نور محمد (صلى الله عليه وآله) في جنبه، وعند الذبح كان النور قد انتقل إلى إسماعيل (نزهة المجالس: ٢ / ٢٤٥).
٩ - ما روي أن الإمام الصادق (عليه السلام) هو الذي أبطل سحر موسى (عليه السلام) (الإختصاص: ٢٤٧) ١٠ - ما عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):
" قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية، ونورنا سبع طبقات أعلام الورى بالهداية، فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء العدى فينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل...، فالكليم لبس حلة الاصطفاء لما شاهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة... وهذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة وقطرة من بحر الحكمة " (المراقبات: ٢٤٥) ١١ - ما روي في معنى قوله (صلى الله عليه وآله) " الله المعطي وأنا القاسم ": جميع ما يخرج من الخزائن الإلهية دنيا وأخرى إنما يخرج على يديه (شرح الشمائل: ٢ / ٢٤٦).
١٢ - وحديث أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا آدم الأول أنا نوح الأول " (الإنسان الكامل: ١٦٨) ١٣ - وروى صاحب بستان الكرامة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان جالسا وعنده جبرائيل فدخل علي (عليه السلام) فقام له جبرائيل (عليه السلام)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أتقوم لهذا الفتى!
فقال له (عليه السلام): نعم إنه له علي حق التعليم.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): كيف ذلك التعليم يا جبرائيل؟
فقال: لما خلقني الله تعالى سألني من أنت وما أسمك ومن أنا وما أسمي؟
فتحيرت في الجواب وبقيت ساكتا، ثم حضر هذا الشاب في عالم الأنوار وعلمني الجواب، فقال: قل أنت ربي الجليل واسمك الجليل، وأنا العبد الذليل واسمي جبرائيل.
ولهذا قمت له وعظمته " (الأنوار النعمانية: ١ / ١٥) ١٣ - وروى الصفوري قول أمير المؤمنين (عليه السلام): " سلوني قبل أن تفقدوني عن علم لا يعرفه جبرائيل وميكائيل " ( نزهة المجالس: ٢ / ١٢٩ ط. التقدم العلمية بمصر ١٣٣٠ ه، و ٢ / ١٤٤ ط. بيروت المكتبة الشعبانية المصورة عن مصر الأزهرية ١٣٤٦ ه) ١٤ - وقال الشعراوي: قلت: " وبذلك قال سيدي على الخواص سمعته يقول: إن نوحا (عليه السلام) أبقى من السفينة لوحا على اسم علي بن أبي طالب رفع عليه إلى السماء فلم يزل محفوظا من الغرق حتى رفع عليه " (الفتوحات الأحمدية لسليمان الجمل: ٩٣) ١٥ - وقال رسول البشرية (صلى الله عليه وآله): " أنا محمد النبي الأمي لا نبي بعدي، أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، وعلمت خزنة النار وحملة العرش " (الشفا بتعريف حقوق المصطفى: ١ / 170 الباب الثالث - الفصل الأول)