ففعلت خديجة ذلك.
فبلغ (1) أباه الخبر أنه أسلم (2) مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بمكة (3) فأقبل أبوه إلى مكة في طلبه. وكان أبوه حارثة (4) من وجوه بني كلاب، فصار (5) إلى أبي طالب في جماعة من العرب يتوجه (6) بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليرد عليه ابنه زيدا بعتق أو بيع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " زيد حر فليذهب حيث شاء (7) "، فقال له (8) أبوه: الحق يا بني بقومك وحسبك ونسبك، فقال زيد: ما كنت لأفارق حضرة (9) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. فجهد به أبوه، فقال: إني ما أتبرء من رق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (10)، فقال له (11) أبوه: إني أتبرء منك!، فقال زيد (12): ذلك إليك، فقال حارثة: يا معشر قريش