كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٩٨
المعصوم في كل زمان فيستحيل أن يكون غيره الإمام معه.
الثاني والستون: قوله تعالى: * (أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم) * وجه الاستدلال من وجهين:
الأول: إن البر والتقوى والاصلاح بين الناس موقوف على معرفة الأحكام الشرعية والمراد من أنواع الخطاب الإلهي على وجه يقيني وإلا لجاز أن يأتي بالمعصية والفساد وترك البر وهو لا يعلم وذلك لا يحصل إلا من المعصوم على ما تقرر فيجب المعصوم.
الثاني: إن الموصوف بهذه الصفات الذي يصلح بين الناس فيتعين على الناس قبول قوله ليتم الاصلاح وانتظام النوع، وغير المعصوم لا يصلح لذلك فدل على ثبوت المعصوم.
الثالث والستون: قوله تعالى: * (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) * وكسب القلوب ثلاثة أنواع:
الأول: الاعتقاد فإن طابق كان مثابا وإن لم يطابق في أي شئ كان سواء في النقليات أو العقليات يسمى أيضا كسبا.
الثاني: الإرادة.
الثالث: الكراهة، فيجب وضع طريق العلم بالموافق منها للحق والمطابق لأمر الله تعالى، ونهيه لا يحصل ذلك إلا من المعصوم لما تقدم، وهي عامة في كل عصر فيجب وجود المعصوم في كل عصر، لا يقال أتقولون بمذهب الملاحدة القائلين بتوقف المعارف، لأنا نقول لا نقول بذلك في المعارف العقلية بل نقول معرفة الأحكام الشرعية، والمراد من الكلمات الإلهية والآيات المجملة وغيرهما موقوف على المعصوم وليس هذا مذهب الملاحدة.
الرابع والستون: قوله تعالى: * (والله غفور رحيم) * وجه الاستدلال إنه وصف نفسه بالرحمة وخلق القوى الشهوية والغضبية وإبليس وقدرته
(٩٨)
مفاتيح البحث: الأحكام الشرعية (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست