التاسع والعشرون: غير المعصوم يمكن أن يكون من أهل النار والإمام ليس من أهل النار بالضرورة فغير المعصوم ليس بإمام بالضرورة أو دائما على اختلاف الرأيين والمقدمتان ظاهرتان.
الثلاثون: قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) اعلم أن التهلكة على قسمين تهلكة في الدنيا وتهلكة في الآخرة وكلاهما حذر عنه والثاني أصعب وأشد محذورا وآكد من الأول ويجب الاحتراز من ذلك وإذا خاف من ذلك وجب الاحتراز بترك المخوف والعمل بقول غير المعصوم في الحدود والجهاد والقتال يتضمن المحذور والخوف من الوقوع في التهلكة والأضرار.
الحادي والثلاثون: قال الله تعالى: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم) وجه الاستدلال أن يقال: الإمام يدعو إلى هاتين المرتبتين فيلزم أن يعلم المكلف إن كلما يدعو إليه الإمام من الأقوال قول معروف وكل ما يدعو إليه من الأفعال هو سبب المغفرة من الله تعالى لأنه لو لم يعلم المكلف ذلك لما أمن من صدور ذلك منه فلم ينبعث إلى متابعته وحصل له النفور منه ولأنه يحصل له الخوف من متابعته عند تجويزه أنه يأمره بما يؤدي إلى التهلكة وإلى المحرمات والاحتراز عن الخوف واجب فتعين أن يكون الإمام معصوما وهو المطلوب.
الثاني والثلاثون: الإمام مكلف في أقواله وأفعاله البدنية واعتقاداته القلبية بالصواب وأن لا يخرج عن الصواب في شئ من ذلك وذلك لا يتم إلا بمرشد يحصل العلم بقوله ولا يختص بزمان بل بكل زمان وذلك هو المعصوم لأن غيره لا يوثق بقوله ولا تتم الفائدة.
الثالث والثلاثون: الإمام عليه السلام على الصراط المستقيم وهو صراط الذين أنعم الله عليهم وهو غير المغضوب عليهم وغير الضالين بوجه في شئ أصلا لأن الله تعالى أمرنا بطاعته كطاعة النبي عليه الصلاة والسلام وأمرنا باتباعه وإلا لم يكن في نصبه فائدة والله عز وجل أرشدنا (إلى) أن نطلب منه ونسأل الهداية إلى الصراط المستقيم وهو الطريق الذي ذكرناه ثم أمرنا بطاعته