كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٤١٩
بواجب ولا فعل محرما وإلا لكان عليه خوف لأنه يستحق العقاب الأخروي فكل من عليه عقاب فعليه خوف وهذا معلوم عند كل عاقل بالضرورة إذا رجع عقله وعرف الله تعالى وعرف استحقاق العقاب على فعله فإنه يخاف ضرورة.
الحادي عشر: قوله تعالى: (إذ تبرأ الذين اتبعوا) الآية، أقول كل غير معصوم متبع يمكن أن يكون كذلك ولا شئ من الإمام الذي أوجب الله تعالى طاعته كذلك بالضرورة ينتج لا شئ من غير المعصوم المتبع بإمام بالضرورة على قول أو دائما على قول فالمطلوب حاصل على كل تقدير.
الثاني عشر: اتباع الضال في ضلالة يحصل منه العذاب الأخروي للمتبع وإن كان المتبع جاهلا بحال المتبع لهذه الآية وكل من يحصل العقاب باتباعه لا يحصل النجاة باتباعه في كل أوامره ونواهيه والإمام الذي افترض الله طاعته يحصل النجاة باتباعه في كل أوامره ونواهيه فالإمام الذي افترض الله طاعته لا يكون ضالا في شئ من أوامره ونواهيه ولا في أفعاله وإخباراته وتروكه وإلا لم يحصل الوثوق بحصول النجاة باتباعه وذلك هو المعصوم فيلزم أن يكون الإمام معصوما.
الثالث عشر: قال الله تعالى: (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون) وجه الاستدلال أن هذه الآية الشريفة الكريمة دلت على ذم كل من أبتغي غير دين الله في حكم من أحكامه أي حكم كان فكل من خالف حكما من أحكام دين الله فقد ابتغى غير دين الله في ذلك الحكم وكل من أبتغي غير دين الله في أي شئ كان فهو مذموم مستحق للعذاب والإمام إنما أوجبه الله ليعرف المكلف دين الله ليتبعه ويأبى اتباع غير دين الله في شئ ما ومخالفة دين الله مطلقا ويحصل له اتباع أحكام دين الله التي افترضها على عباده وقررها لهم وإنما يحصل ذلك بكون الإمام معصوما فيشترط في الإمام العصمة وإنما يحصل للمكلف الوثوق والأمن من الخوف باتباعه وخصوصا فيما بناه الله تعالى على الاحتياط التام كالفروج والدماء بوجوب عصمة الإمام فيجب أن يكون الإمام معصوما وإنما
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»
الفهرست