كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٤٢٢
الله إن الله خبير بما تعملون) هذا أمر بالعدل المطلق والتقي في كل الأشياء وهذه هي العصمة والإمام هاد إليها بأقواله وأفعاله وأوامره ونواهيه فيكون معصوما.
الثاني والعشرون: قال الله تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتب مبين) يلزم من ذلك أن يستفاد منه العلم بجميع الأحكام يقينا فالإمام المأمور باتباعه يعلم ذلك يقينا وغير المعصوم لا يعلم ذلك يقينا إجماعا فالإمام يجب أن يكون معصوما.
الثالث والعشرون: قوله تعالى: (يهدي به الله من اتبع رضوانه) الآية، لما قال الله تعالى نور وكتاب مبين ذكر هنا عقيبه غايات.
الأول: بيان ما فيه رضوانه تعالى وهو فعل الطاعات بامتثال الأوامر والنواهي.
الثاني: إن من اتبع رضوان الله هداه به إلى سبل السلام والجمع المضاف للعموم وإنما يتحقق بإصابة الصواب في جميع الأحكام العقلية والشرعية والعلوم التصورية والتصديقية.
الثالث: أنه يخرجهم من الظلمات إلى النور والظلمات جمع معرف بلام الجنس فيكون للعموم فيلزم أن يخرجهم من كل ظلمة وكل جهل وكل فعل قبيح وترك واجب ظلمة فيلزم أن يخرجهم من ذلك كله.
الرابع: أنه يهديهم إلى صراط مستقيم أي في جميع الأمور لأنه تأكيد لكل فيلزم عمومه ووقوعه ولا يتحقق ذلك إلا في المعصوم والنبي والإمام يدعوان الناس ويرشدانهم إلى كل هذه المراتب والغايات المذكورة فلزم عصمتها وهو المطلوب.
الرابع والعشرون: قوله تعالى: (يأهل الكتب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شئ قدير) وجه الاستدلال أن وجه الحاجة
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»
الفهرست