كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٣٣٨
المقدمة الأولى فلقوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) والعالمون هم ما سوى الله تعالى وعلي عليه السلام من آل إبراهيم والمصطفى أفضل من المصطفى منه ولأن النبي محمدا صلى الله عليه وآله أفضل من الملائكة ونفس النبي وعلي واحدة في الكمال فيكون علي عليه السلام أفضل من الملائكة أما أفضلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما بين في علم الكلام ونشير هنا إلى دليل ينبه على ذلك.
فنقول: إنه عليه السلام أفضل من آدم وآدم أفضل من الملائكة فالنبي أفضل من الملائكة، أما المقدمة الأولى فإجماعية وأما المقدمة الثانية فلأن الله تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم والمسجود له أفضل من الساجد وهو ضروري وأما اتحاد نفس علي ونفس النبي بمعنى اتحادهما في الكمالات فبقوله تعالى:
(وأنفسنا وأنفسكم) والإجماع على أن المراد بقوله أنفسنا علي عليه السلام وأما المقدمة الثانية وهي أن الملائكة معصومون فلوجوه:
الأول: قوله تعالى: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
الثاني: قوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) يتناول جميع فعل المأمورات وترك المنهيات لأن النهي عن الشئ يستلزم الأمر بتركه.
فإن قيل: ما الدليل على قوله ويفعلون ما يؤمرون يفيد العموم؟
قلنا: لا شئ من المأمورات إلا ويصح استثنائه منه والاستثناء يخرج من الكلام ما لولاه لدخل على ما بيناه في أصول الفقه ولأنه صفة مدح فلولا العموم لشاركوا من عداهم في ذلك فلم يكن لاختصاصهم بصفة المدح فائدة.
الثالث: قوله تعالى: ((بل عباد مكرمون) (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون)) صريح في براءتهم عن المعاصي وكونهم في كل الأمور تابعين للأمر الإلهي والوحي.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست