مساو من حيث الصواب وإنما يتأخر بالشرف والذات والمراد إنما هو من حيث الصواب وهو المطلوب وطريق آخر قد بين أن الإمام وأمره ونهيه وإرشاده من مبادئ التطهير بل هو بالعلة القريبة أشبه فلا بد وأن يكون مطهرا من سائر الرجس والخطأ وسائر الذنوب والعيوب والسهو والنسيان وهذا هو العصمة لأن تطهيره أولى من تطهير واحد لا يكون مبدأ ولكن إرادة التطهير في غيره بالسوية ويجمعهم في اللفظ فيكون التطهير له أولى ولم يحتج الإمام إلى إمام وإلا لزم التسلسل فلا بد وأن يكون معصوما وطريق آخر لا نعمة أعظم من نصب إمام معصوم حافظ للشرع فيه الشرائط المذكورة فإن تخلف الحكم فلعدم قبول المكلف وهو من المكلف لا من الله تعالى ويريد أن يتم نعمته علينا ويهمل مثل هذه النعمة هذا محال.
الرابع والعشرون: قوله تعالى: ((قد جاءكم من الله نور وكتب مبين) (يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صرط مستقيم)، هذه الآية تدل على أنه تعالى نصب أدلة يقينية في الكتاب يهدي بها من اتبع رضوانه واتبع سبل السلام هي الطرق التي يستفاد منها أحكام الله تعالى باليقين وإذ لم يمكن من الكتاب للمجتهدين فهي للمعصومين فأما أن تختص بالنبي صلى الله عليه وآله فيحصل اللطف للمكلفين في زمانه خاصة وهو ترجيح بلا مرجح وأما أن لا يختص بالنبي صلى الله عليه وآله بل تكون مشتركة بينه وبين الإمام فلا بد في كل زمان من إمام معصوم يعرف سبل السلام وتلك الطرق اليقينية وتكون آيات الكتاب بالنسبة إليه نورا لأنه لا شئ في الهداية مثل النور فإنه يفيد الأبصار اليقيني الذي لا يقبل الشك فلهذا شبه طرق الكتاب وذلك لا يمكن إلا للمعصوم الذي نفسه قدسية يكون العلوم بالنسبة إليها من قبيل فطرية القياس وهذا هو الحق.
الخامس والعشرون: قوله تعالى: (ويهديهم إلى صرط مستقيم) يدل على أن المراد أنه تعالى أراد الهداية إلى أمره ونهيه ومن ليس بمعصوم لا يمكن فيه ذلك فكما كان في النبي ينبغي في كل زمان كذلك يكون الإمام