يدل ذلك على أنهم معذبون بها بل يريد به خزنة النار والمنصرفين في النار والمدبرين لأمرها وعن الثالث لا نسلم أن إبليس كان من الملائكة لأنه تعالى أخبر عنه في موضع آخر إنه كان من الجن.
الثاني والثلاثون: الإمام أفضل من أنبياء بني إسرائيل أو مساو لهم وأنبياء بني إسرائيل أفضل من الملائكة فالإمام أفضل من الملائكة بطبقتين والملائكة قد وصفهم الله تعالى ومدحهم بصفات:
إحديها: إنهم لا يعلمون إلا بالنص لقوله تعالى: (لا علم لنا إلا ما علمتنا)، وقال: لا يسبقونه بالقول.
وثانيها: إنهم لا يعلمون شيئا إلا بأمره تعالى لقولهم وهم بأمره يعملون وهذه الصفة في العرف العام إنما تستعمل في كل من فعله بأمره تعالى ولا يهمل من أمره شيئا.
وثالثها: إنهم لا يعصون الله ما أمرهم كما قال تعالى هذه صفات العصمة فهم معصومون فيكون الأفضل من المعصوم معصوما فأنبياء بني إسرائيل معصومون فالإمام أولى بالعصمة لأنه أفضل من الأفضل من المعصوم أو مساو له أما المقدمة الأولى فلقوله عليه السلام: علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل والإمام أفضل من كل العلماء أو مساو لهم فهو أفضل من أنبياء بني إسرائيل أو مساو لهم وأما المقدمة الثانية فلقوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا) الآية والعالم كل ما سوى الله تعالى وذلك لأن اشتقاقه من العلم وكل ما كان علما على الله ودليلا عليه فهو عالم ولا شك أن كل محدث فهو دليل على الله تعالى محدث فهو عالم فقوله إن الله اصطفى الآية معناه إنه تعالى اصطفاهم على كل المخلوقات ولا شك أن الملائكة من المخلوقات فهذه الآية الكريمة تقتضي إنه تعالى اصطفى هؤلاء الأنبياء على الملائكة، وأما المقدمة الثالثة فلما بينا، وأما المقدمة الرابعة فضرورية واعترض الإمام فخر الدين الرازي على المقدمة الثانية بأن الكلية منقوضة بقوله تعالى: (يبني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين) فإنه