كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ١٦٠
كما قال علي عليه السلام (لو كشفت الغطاء ما ازددت يقينا) فيكون مهذب الظاهر باستعمال الشرائع الحقة بحيث لا يهمل منها شيئا البتة ويتضمن ذلك فعله جميع الطاعات وترك جميع القبايح بحيث لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب، ويكون باطنه مزكى من الملكات الردية ونفسه متحلية بالصور القدسية وهذا هو التفضيل الذي يحسن به الامتنان وبالقدرة عليه المدح فلا بد من إثباته في كل وقت فيدل على وجود المعصوم في كل وقت وهو المطلوب.
السادس والثلاثون: قوله تعالى (يختص برحمته من يشاء) لا رحمة أعظم مما قلنا من وجود المعصوم على غيره يدل على وجود المعصوم في كل وقت وهو المطلوب.
السابع والثلاثون: قوله تعالى: (والله ذو الفضل العظيم) بيان ما ذكرناه من الفضل العظيم فيدل على وجود المعصوم.
الثامن والثلاثون: قوله تعالى: (ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) هذا يدل على التحذير عن اتباع من يجوز فيه ذلك، وكل غير معصوم يجوز فيه ذلك فلا شئ من غير المعصوم بمتبع وكل إمام متبع.
التاسع والثلاثون: قوله تعالى: (بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين) وجه الاستدلال إن هذه تدل على وجود المتقي الحقيقي وهو المعصوم.
الأربعون: إن هذه صفة مدح على التقوى فمع عمومها يكون المدح أولى والتحريض عليه أكثر فلا بد من طريق إلى ذلك وليس إلا المعصوم فيجب وجوده.
الحادي والأربعون: إن قولنا هذا متق مساو لنقيض، قولنا هذا ظالم لأن كل واحد منهما يستعمل في نقيض الآخر عادة وعرفا وظالم يصدق بمعصيته واحدة ونقيض الموجبة الجزئية السالبة الكلية فالمتقي إنما يصدق حقيقة على من
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست