العشرين احتمالا أو الأكثر، يضاف إلى ذلك ما يظهر من جوانب أخرى عند العمل وخلال التحقيق إلا أني وبالاتكال على الله تعالى لم أتردد في خوض هذه العباب متسلحا بالصبر والتأني، وراجيا الثواب من الباري جل اسمه، والشفاعة من أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم عند إحياء أثر أوشك أن يندرس من آثار علومهم التي لا تنضب.
وحقا أقول: إن هذا الكتاب وطوال هذه السنين التي مرت على تأليفه - والتي قد تمتد إلى ما يقارب السبعة قرون - قد تعرض وبشكل مقصود أو غير مقصود إلى عمليات مسخ وتشويه طالت كثيرا من رواياته وفحواه مضمونا وترتيبا ومجموعا فلا غرابة أن نجد هذا البون الشاسع بين بعض نسخ هذا الكتاب وما هو المعول عليه، والذي تتفق عليه جملة أخرى من النسخ المؤيدة بجملة من الشواهد والدلائل، ولعل مما يثير الأسى والألم حقا أن تجد جهدا أنفق في عمل ما يوشك أن يضيع أدراج الرياح، وأن يعفو عليه الزمن، وإن كان لا غرابة في ذلك، فقد ضاع من هذه الطائفة ولعدم تيسر السبل لها طوال دهور مرار الكثير من الأصول والآثار القيمة التي لم يتبق لنا منها إلا أسماؤها، ناهيك عن غيرها من التي لم يتبق لنا منها حتى هذا الاسم.
ماذا كتب عن جامع الأخبار؟؟
سنحاول في بداية حديثنا أن نستعرض جانبا مما كتبه علماؤنا الأعلام في استعراضهم لهذا الكتاب، متوخين استلال الجانب الذي يتعرض وبشكل مباشر إلى ما أثير حوله وما قيل فيه.
قال العلامة الخوانساري في روضات الجنات:
جامع الأخبار، المعروف المشهور الذي اختلف في مؤلفه ونسخه، يشمل على أحاديث نادرة كثيرة من الآداب والسنن، في طي أربعة عشر بابا، ينفجر منها مائة وثلاثة وعشرون فصلا.. ولقد أختلف في حجيته نظرا إلى جهالة راويه وغرابة مطاويه، واشتماله على أخبار المبالغة والارتفاع، وعدم وجود إسنادا إلى مؤلفه أو عنه (1).