قال: فيظهر أنه كان المؤلف من أهل بيهق أو واردا إليها.
4 - وجدت معظم النسخ الخطية التي حصلت عليها تشير إلى أن مؤلف هذا الكتاب هومن أهل سبزوار كما هو في الجدول الملحق بالمقدمة.
ولا غرابة في ذلك حيث أن سبزوار كانت - وهذا لا يخفى - حافلة بالعلماء والفضلاء أبان تلك الفترة التاريخية، والأسماء في ذلك كثيرة حيث تشهد لذلك كتب التراجم المعروفة.
ولعلنا إذا أردنا أن نستعرض جميع هذه الأسماء فسنجد أنفسنا في متاهة لا حد لها، وبحر لا مرفأ له، ونكون بذلك قد أغمضنا أعيننا عن حقائق وشواهد ماثلة للعيان لا تخفى على الناظر إليها، ناهيك عمن تفحص بها وتمعن فيها، كما أن المؤلف وكما لا يقبل الشك لم يكن من أصحاب المؤلفات المعروفة، ويشهد لذلك ما ذكره في مقدمة كتابه من كون هذا الكتاب هو أول مؤلفاته بهذا الشكل، وأنه ألفه بعد أن تجاوز الخمسين عاما، بل ولم يكن من الشهرة وذياع الصيت بين عامة الفضلاء والعلماء كحال البارزين من علماء الطائفة، وإلا لما خفي كتابه، وكاد أن يضيع ولا يبقى له أثر، وهوما تراه عزيزي القارئ الفاضل واضحا من اختلاف نسخه تنظيما وترتيبا وسردا وغير ذلك، وكذا فإن المؤلف لم يترك من الآثار التي تدلنا على أنه ترك لنا كتابا آخرا بهذا النحو أو غيره بحيث يمكن الاستدلال به عليه، بل ولم أجد أحدا من المعاصرين لتلك الحقبة الزمنية أو اللاحقين بها - قدر ما استطعت - يشير إلى هذا الأمر.
ما هي النسخة الحقيقية للكتاب؟:
بقي لدينا أمر طالما حير الباحثين في هذا المؤلف أو المطالعين له، وهو هل أن النسخة الحقيقية للكتاب هي ذات الفصول أم ذات الأبواب والفصول؟
ولا يخفى على القارئ الكريم أن هذا الاختلاف لا يعني أنه مجرد اختلاف في التبويب والترتيب فقط، بل إن الأمر أكثر من ذلك وأعقد، حيث أن بين الاثنين اختلاف في المجموع أيضا، ولهذا فقد وقع العديد من الباحثين في حيرة من هذا الأمر، إلا أن البعض الآخر فطن إلى جوانب معينة يمكننا أن نعتمد بعضها للاستدلال على حقيقة النسخة الأصلية بإذن الله تعالى.