المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٥٥
ابن مطهر: قال تعالى: * (اليوم أكملت لكم دينكم) * روى أبو نعيم بإسناده إلى أبي سعيد أن النبي (ص) دعا الناس إلى غدير خم وأمرنا بحت الشجر من الشوك.
فقام فأخذ بضبعي علي فرفعهما حتى نظر الناس إلى باطن إبطي رسول الله (ص) ثم لم يتفرقوا حتى نزلت * (اليوم أكملت لكم دينكم) * فقال الرسول (ص) (الله أكبر على إكمال الدين، ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي) ثم قال (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وانصر من نصره واخذل من خذله).
ابن تيمية: هذا من الكذب باتفاق أهل المعرفة بالموضوعات. وقد ثبت أن الآية نزلت على رسول الله (ص) وهو واقف بعرفة قبل يوم الغدير بسبعة أيام.
ثم ليس فيها دلالة على علي بوجه ولا على إمامته. فدعواك أن البراهين دلت عليه من القرآن من الكذب الواضح، وإنما يكون ذلك من الحديث لو صح (1).
ابن مطهر: قال تعالى: * (والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى) * روى الفقيه علي بن المغازلي الشافعي بإسناده عن ابن عباس قال: كنت جالسا مع فئة من بني هاشم عند النبي (ص) إذا انقض كوكب من السماء، فقال (من انقض الكوكب في منزله فهو الوصي من بعدي)، فإذا هو قد انقض في منزل علي قالوا يا رسول الله غويت في حب علي، فأنزل الله تعالى: * (والنجم إذا هوى) *.
ابن تيمية: هذا من أبين الكذب. والقول على الله بلا علم حرام قال الله تعالى:
* (ولا تقف ما ليس لك به علم) * [الإسراء: 36]. (*)

(1) قول ابن تيمية أنه قد ثبت نزول الآية بعرفة لا يصح الاستدلال على ابن المطهر. فهذا الادعاء من قبل ابن تيمية قام على أساس رواية عمر في البخاري ومسلم، وعمر والبخاري ومسلم ثلاثة مصادر غير معترف بها عند الشيعة لكونهم خصوم آل البيت.
إلا أن ابن المطهر لم يختلق هذا القول من عنده فقد ورد سبب نزول هذه الآية في علي في عدة مصادر من مصادر السنة منها السيوطي في الدر المنثور وابن عساكر وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة، كذلك ابن جرير الطبري والثعلبي وابن المغازلي والحافظ الجزري الشافعي في أسنى المطالب وغيرهم. وهذا يعضد موقف ابن المطهر ويقوي من هذا السند.
وفيما يتعلق بقول الرسول (ص): من كنت مولاه فعلي مولاه. فهو حديث متواتر عند أهل السنة.
ذكر السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة. رواه أحمد ج 1 / 84 والهيثمي ج 9 / 106.
والطبراني عن ابن عمر والبزار عن أبي هريرة وطلحة وأبو نعيم عن جندع الأنصاري وابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز والترمذي عن زيد بن أرقم وغيرهم كثير..
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست