فكل من احتج بحديث عليه أن يعلم صحته قبل أن يستدل به، وإذا احتج به على غيره فعليه بيان صحته، وإذا عرف أن في الكتب الكذب صار الاعتماد على مجرد ما فيها مثل الاستدلال بشهادة الفاسق الذي يصدق ويكذب. ثم لو كان هذا جرى لكان يغني عن الوصية يوم غدير خم (1).
ابن مطهر: روى أحمد ابن حنبل عن ابن عباس قال ليس في القرآن * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي رأسها وأميرها.
ابن تيمية: الجواب المطالبة بصحة النقل، فإنك زعمت أن أحمد بن حنبل رواه وإنما ذا من زيادات القطيعي، رواه عن إبراهيم بن شريك عن زكريا بن يحيى الكسائي حدثنا عيسى عن علي بن بذيمة عن عكرمة عن ابن عباس، فهذا كذب على ابن عباس فإن زكريا ليس بثقة والمتوافر عن ابن عباس تفضيله الشيخين على علي، وله معاتبات ومخالفات لعلي ثم هذا الكلام ما فيه مدح لعلي، فقد قال الله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) * [الصف: 2].
فإن كان على رأس هذه الآية فقد عاتبه الله تعالى، وهو مخالف لما في حديثك من أن الله تعالى ما ذكره إلا بخير (2).