المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٤٢
وامرأة. نعم يحكم في مثل ذلك بشهادة ويمين الطالب عند فقهاء الحجاز وفقهاء أهل الحديث. وشهادة الزوج لزوجته فيها قولان مشهوران للعلماء هما روايتان عن أحمد:
إحداهما لا تقبل وهي مذهب أبي حنيفة ومالك والليث بن سعد والأوزاعي وإسحاق وغيرهم. والثانية تقبل وهي مذهب الشافعي وأبي ثور وابن المنذر.
فعلى هذا لو قدر صحة القضية لما جاز للإمام أن يحكم بشهادة رجل واحد وامرأة بالاتفاق لا سيما وأكثرهم لا يجيزون شهادة الزوج (1).
ابن مطهر: وأمر أسامة على جيش فيه أبو بكر وعمر ولم يعزله، ولم يسموه خليفة رسول الله (ص) ولما تولى أبو بكر غضب أسامة وقال: إني أمرت عليك فمن استخلفك علي؟ فمشي إليه هو وعمر حتى استرضياه.
ابن تيمية: لم يكن أبو بكر في جيش أسامة، بل كان النبي (ص) استخلفه في الصلاة من أول مرضه، وأمراء السرايا - كأسامة وغيره - لم يسموا خلفاء. لأنهم لا خلفوا الرسول (ص) بعد موته، ولا خلفوه في كل شئ في حياته (2).
وأما غضب أسامة فكذب بارد. لأن أسامة كان أبعد شئ عن الفرقة والخلاف.
وقد اعتزل القتال مع علي ومعاوية ثم لم يكن قرشيا، ثم لو قدر أن النبي (ص) أمره على أبي بكر ثم مات واستخلف أبو بكر، فإلى الخليفة إنفاذ الجيش وحسبه، وتأمير أسامة وعزله. وهذا لا ينكره إلا جاهل (3).

(1) كلام ابن تيمية هذا يدل على تلاعبه بالقضية واستهتار بالسيدة فاطمة والتمويه على جوهر الحدث وإدخال القارئ في متاهات بعيدة عن القضية الأساسية..
(2) أشرنا سابقا إلى أن نفي وجود أبي بكر وعمر في جيش أسامة كذب من ابن تيمية وجهل منه. وقد هاجمه ابن حجر في فتح الباري بسبب هذا الموقف (انظر ج 8 كتاب المغازي) ومثل هذا الموقف يكشف لنا تسرع ابن تيمية ورعونته في الحكم على الروايات والأسانيد التي يواجهه بها الخصم..
والجدير بالذكر أن وجود أبو بكر في الجيش ينفي وجوده في مسجد الرسول (ص) واستخلافه في الصلاة بدلا من الرسول، وابن تيمية قد أوقع نفسه في حرج كبير بنفيه وجود أبي بكر وعمر في جيش أسامة وادعائه أن الرسول استخلف أبا بكر في الصلاة، فكأنه بهذا قد ضرب رواية استخلافه في الصلاة.
(3) لست أدري من الجاهل، الذي يقر هذا الهراء والكذب، أم الذي يرفضه؟
وابن تيمية قد بنى كلامه هذا على أساس باطل، وما بني على باطل فهو باطل.
وما دامت خلافة أبي بكر باطلة في منظور الخصم فلا يجوز على أساسها أن يعزل أسامة الذي وضعه الرسول (ص) في هذا المكان. بل لا يجوز له أن يعصيه.
وما دام قد ثبت وجود أبي بكر وعمر في جيش فتبريرات ابن تيمية هذه لا أساس لها.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست