المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٣٧
ابن مطهر: ولم يول النبي (ص) أبا بكر عملا قط، ولما أنفذه بسورة براءة رده بوحي من الله.
ابن تيمية: هذا من أبين الكذب. فمن المعلوم قطعا أن النبي (ص) استعمل أبا بكر على الحج عام تسع فكان هذا من خصائصه كما أن استخلافه على الصلاة من خصائصه، وكان علي (رضي الله عنه) من رعيته في الحج المذكور فإنه لحقه فقال أمير أو مأمور؟ قال علي: بل مأمور. وكان علي يصلي خلف أبي بكر مع سائر المسلمين في هذه الحجة، بل خص بتبليغ سورة براءة (1).

(1) رواية إيفاد أبي بكر إلى أهل مكة بسورة براءة ورده وإيفاد علي مكانه مشهورة عند أهل السنة.
وكلام ابن تيمية حول هذه الرواية محاولة تأويل وتبرير لا أكثر ورواية استخلاف أبي بكر للصلاة في مرض النبي (ص) يعتمد عليها أهل السنة كدليل على أن الرسول (ص) أوصى به وأن هذا الاستخلاف من خصائصه التي أوجبت إمامته.
روى أصحاب السنن عن ابن عباس أن النبي دعا أبا بكر وأمره أن ينادي في الموسم ببراءة ثم أردفه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله العصباء فقام أبو بكر فزعا وظن أنه حدث أمر، فدفع إليه علي كتاب رسول الله (ص) فيه أن عليا ينادي بهؤلاء الكلمات فإنه لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي..
وفي رواية أحمد أن عليا أخذ الكتاب منه فرجع أبو بكر إلى المدينة فقال يا رسول الله نزل في شئ؟
قال: لا ولكن جبرئيل جاءني فقال لا يؤدي عنك إلا أنت ورجل منك..
فكيف يقول ابن تيمية إن أبا بكر حج عام تسع وواصل الطريق إلى مكة مع علي وأن عليا كان تحت إمرته؟
وهل بعد هذا يصح أن يقول ابن تيمية: إن هذا من أبين الكذب..
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست