ابن تيمية: أما أحاديث النزول إلى السماء الدنيا فمتواترة (1).
وحديث دنوه عشية عرفة فأخرجه مسلم، ولا نعلم كيف ينزل، ولا كيف استوى.
ابن مطهر: إن العبد لا تأثير له في الكفر والمعاصي (2).
ابن تيمية: نقل باطل، بل جمهور من أثبت القدر يقول إن العبد فاعل لفعله حقيقة، وأن له قدرة واستطاعته. ولا ينكرون تأثير الأسباب الطبيعية، بل يقرون بما دل عليه الشرع والعقل من أن الله (تعالى) يخلق السحاب بالرياح، وينزل الماء بالسحاب، وينبت النبات بالماء، والله خالق السبب والمسبب.
ومع أنه خالق السبب فلا بد له من سبب آخر يشاركه، ولا بد له من معارض يمنعه، فلا يتم أثره - مع خلق الله تعالى له - إلا بأن يخلق الله (تعالى) السبب الآخر ويزيل الموانع، ولكن ما قلته هو قول الأشعري ومن وافقه، لا يثبتون في المخلوقات قوى ولا طبائع، ويقولون: قدرة العبد لا تأثير لها في الفعل. وأبلغ من ذلك قول الأشعري: إن الله فاعل فعل العبد وإن فعل العبد ليس فعله بل كسب له وإنما هو فعل الله (تعالى) فقط. وجمهور الناس والسنة على خلاف قوله وعلى أن العبد فاعل لفعله حقيقة (3).