ثم هب أنه طلبها وبايعوه. فزعمك أنه طلبها وبايعوه للدنيا كذب ظاهر، فإنه ما أعطاهم دنيا. وقد كان أنفق في حياة الرسول (ص) وقل ما بيده. والذين بايعوه فأزهد الناس في الدنيا، ثم لم يكن عند موت النبي (ص) بيت مال يبذله لهم ثم كانت سيرته ومذهبه التسوية في قسم الفيئ (1).
وأي فائدة دنيوية حصلت لجمهور الأمة بمبايعة أبي بكر؟ لا سيما وهو يسوي بين كبار السابقين وبين آحاد المسلمين في العطاء ويقول: إنما أسلموا لله، وأجورهم على الله، وإنما هذا المتاع بلاغ.
ابن مطهر: وسموه خليفة رسول الله (ص) وما استخلفه في حياته ولا بعد وفاته، ولم يسموا عليا خليفة رسول الله (ص) مع أنه استخلفه على المدينة وقال له (إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك) (2).