المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٣٠
ثم يا رافضي منذ ساعة كنت تنكر القياس، وهنا تحتج به على أبي حنيفة وتقول في النبيذ (مع مشاركته للخمر في الإسكار) فهلا احتججت بالنص (كل مسكر خمر، وكل خمر حرام) (1)؟
وأما الحد مع الشهود فمأخذ أبي حنيفة أنه إذا أقر سقط حكم الشهادة، ولا يؤخذ بالإقرار إلا أربع مرات. وأما اللواط بالعبيد فكذب ما قاله وكأنه قصد التشنيع والأئمة (رضي الله عنهم) متفقون من استحل المماليك يكفر (2).
ابن مطهر: وأحدثوا مذاهب أربعة وأهملوا أقاويل الصحابة (3).
ابن تيمية: متى كانت مخالفة الصحابة منكرا عندكم؟

(١) لم يقل ابن تيمية هذا الكلام الانفعالي إنما هو من صنع الناقل الخبيث ونص كلام ابن تيمية هو:
وإباحة النبيذ مع مشاركته الخمر في الإسكار احتجاج منه على أبي حنيفة بالقياس. فإن كان القياس حقا بطل إنكاره له، وإن كان باطلا بطلت هذه الحجة ولو احتج عليه بقول النبي (ص): كل مسكر حرام لكان أجود.. والقياس المنبوذ عند الشيعة هو قياس الدين بالرأي. كحال إبليس عندما أمره الله بالسجود لآدم فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) وابن المطهر هنا لم يقس وإنما حدد مساواة النبيذ بالخمر مما يوجب تحريمه..
(٢) نص كلام ابن تيمية حول هذه المسألة هو: وكأنه قصد التشنيع به على مالك فإنه لما حكى عن طائفة عن أهل المدينة إباحة ذلك وحكى عن مالك فيه روايتان ظن الجاهل أن إدبار المماليك كذلك..
وهذا الكلام يعني نسبة مسألة اللواط بالعبيد إلى مالك. وكلام ابن تيمية يفيد أنه نقل عن مالك إباحته في غير العبيد..
(٣) يظهر أن هذا الكلام مختلف على ابن المطهر وهكذا أورده ابن تيمية في منهاجه. وليس بين أيدينا كتاب ابن المطهر حتى نحكم بصحة نسبة هذا النص إليه. والكلام الذي يستقيم مع عقيدة ابن المطهر هو: وأحدثوا المذاهب الأربعة وأهملوا مذهب آل البيت لا أقاويل الصحابة. لأن أهل السنة هم الذين يتبنون أقاويل الصحابة ويعتبرونها نصا وحكما في الخلاف الواقع بينهم وبين الشيعة. وهم في الحقيقة يعتمدون أقاويل الذين ناصبوا آل البيت العداء ولا يعتمدون أقاويل أنصار الإمام علي من الصحابة بل ويشوهونهم مثل عمار بن ياسر وأبو ذر وسلمان وحذيفة ويقللون من شأنهم، في الوقت الذي يعترفون فيه أن حذيفة هذا كان لديه سر المنافقين أعطاه إياه الرسول (ص) ولم يكن يعلمه أبو بكر أو عمر..
ومن الملاحظ أن كم الروايات التي يعتمدها أهل السنة ويبنون على أساسها عقيدتهم ومواقفهم إنما رويت عن طريق القطاع المعادي لآل البيت وعلى رأسهم عائشة وابن عمر وأبي هريرة. (انظر لنا السيف والسياسة، ودفاع عن الرسول).
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست