المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٢١
قال: " فإنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر " (1).
ابن مطهر: هم يرون القول بالقياس والرأي. فأدخلوا في دين الله ما ليس منه.
وحرفوا أحكام الشريعة (2).

(١) عقيدة الشيعة والمعتزلة وسائر الفرق المخالفة لأهل السنة الجزم بعدم رؤية سبحانه واستحالة ذلك. ورفض الروايات التي تقول بذلك. وابن تيمية هنا يحتج على ابن المطهر بأدلته هو التي هي محل رفضه ورفض المخالفين في هذه المسألة..
(٢) هذا القول من ابن المطهر يؤكد وقوع التحريف في كلامه السابق حول القياس فهو هنا ينتقد أهل السنة لإباحتهم القياس والقول بالرأي في مواجهة النص مما أدى إلى الابتداع في الدين واختراع الأحكام وتحريف الشريعة. ومن أمثلة ذلك:
قرار عمر بجعل الثلاث طلقات في مكان واحد يعد طلاقا بائنا بينونة كبرى لا تحل به الزوجة لزوجها إلا بمحلل وقد كان الأمر على عهد الرسول (ص) وعهده وعهد أبي بكر طلاق الثلاث واحدة. وقد سار أهل السنة على هذا الحكم إلى يومنا هذا. (انظر مسلم كتاب الطلاق) وقراره بتحريم زواج المتعة وقد كانت المتعة قائمة على عهد الرسول وعهد أبي بكر والتزام أهل السنة بهذا الحكم حتى اليوم.
وقولهم بجواز المسح على الخفين مع أن القرآن صرح بقوله تعالى: * (وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم) *.
وقولهم بتحريم عمة وخالة الزوجة على الزوج على أساس رواية ولم ينص القرآن على هذا التحريم في آية النساء (انظر سورة النساء آية رقم ٢٣. وانظر البخاري كتاب النكاح) وقد توسع أبو حنيفة ومالك في الأخذ بالقياس والرأي حتى اتهما في دينهما وكثرت فيهما الأقاويل. فاتهم أبو حنيفة بالزندقة ونبذ الروايات النبوية. وقال مالك حين موته: لو وددت أني ضربت بكل مسألة سوطا وليتني لم أفت بالرأي. (انظر تاريخ بغداد ج ١٣، ووفيات الأعيان لابن خلكان ج ٣ / ٢٤٦، وأبو حنيفة لأبو زهرة وقد اعتبر فقهاء السنة القياس والاستحسان والمصالح المرسلة من مصادر التشريع، وقد دفع بهم تبني هذه المصادر الثلاثة إلى مخالفة النصوص القرآنية والنبوية وتجاوزها.
(انظر كتب أصول الفقه).
وتفرد ابن تيمية بشطحات خاصة به استنكرها عليه فقهاء عصره منها:
قوله بجواز قصر الصلاة في كل سفر طال أو قصر..
وقوله بأن سجود التلاوة لا يشترط له وضوء..
وقوله بإباحة وطء الوثنيات بملك اليمين..
وقوله بجواز طواف الحائض..
وقوله بتحريم شد الرحال للمساجد..
وقوله بإنكار المجاز..
وقوله في حديث النزول أن الله ينزل إلى الدنيا كنزولي هذا ونزل من على المنبر درجتين.
وقوله بغناء النار..
وقوله بأن الثلاث طلقات في مكان واحد تعد واحدة.
وهذه الأخيرة وافق فيها مذهب الشيعة تأمل..
(انظر الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر ج ١. وقد صدرت فتوى بتكفير ابن تيمية من قبل فقهاء عصره ونودي أن من اعتقد عقيدة ابن تيمية فقد حل دمه. انظر الدرر، وانظر الفرائد العديدة في المسائل المفيدة للبخدي. وفتاوى ابن تيمية)..
وقد أنكر الإمام الصادق القياس وقال لأبي حنيفة: ويحك أول من قاس إبليس لما أمره الله بالسجود لآدم. قال خلقتني من نار وخلقته من طين.
وهاجم ابن حزم الظاهري وهو شديد العداء للشيعة القياس وكتب رسالة في هذه المسألة أسماها إبطال القياس..
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست