استقبلت القبلة، و " الدبور " عكسها. (1) والعرب تزعم أن الدبور تزعج السحاب وتشخصه في الهواء ثم تسوقه، فإذا علا كشفت عنه واستقبلته الصبا فوزعت بعضه على بعض حتى يصير كسفا واحدا، والجنوب تلحق روادفه به وتمده، والشمال تمزق السحاب. وعن بعض أهل التحقيق ان الصبا محلها ما بين مطلع الشمس والجدي في الاعتدال، والشمال محلها من الجدي إلى مغرب الشمس في الاعتدال، والدبور من سهيل إلى المغرب، والجنوب من مطلع الشمس إليه. وقد نظم ذلك بعضهم فقال:
مهب الصبا من مطلع الشمس واصل إلى الجدي والشمال حتى مغيبها وبين سهيل والغروب تفردت دبور ومطلعها إليه جنوبها ص ح ب قوله تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) [105 / 1] قال الشيخ أبو علي (كيف فعل ربك) منصوب بفعل على المصدر أو على الحال من الرب، والتقدير ألم تر أي فعل ربك، أو منقما فعل ربك بهم، أو مجازيا ونحو ذلك.
ثم قال: أجمعت الرواة على أن ملك اليمن الذي قصد هدم الكعبة هو أبرهة بن الصباح الأشرم، وقيل كنيته أبو يكسوم، قال الواقدي: هو صاحب النجاشي الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.
قوله: (منا يصحبون) [21 / 43] أي يجاورون، لان المجير صاحب لجاره.
و " الصاحبة " تأنيث الصاحب، وهي الزوجة. قال تعالى: (لم يتخذ صاحبة ولا ولدا " [72 / 3] وجمعها صواحب، وربما أنث الجمع فقيل صواحبات.
و " إنكن صواحب يوسف " أراد تشبيه عائشة بزليخا وحدها وإن جمع بين الطرفين، ووجه أنهما أظهرا خلاف ما أرادتا، فعائشة أرادت أن لا يتشأم الناس به وأظهرت كونه لا يسمع المأمومين، وزليخا أرادت أن ينظرن حسن يوسف