مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٤
ليعذرنها في محبته وأظهرت الاكرام في الضيافة، أو أراد أنتن تشوشن الامر علي كما أنهن يشوشن على يوسف، ويقال معناه " إنكن صواحب يوسف " أي في التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن.
وفي الدعاء " اللهم أنت الصاحب في السفر " أراد بمصاحبة الله إياه بالعناية والحفظ، وذلك أن الانسان أكثر ما يبغي الصحبة في السفر للاستيناس والاستظهار وللدفاع لما ينوبه من النوائب، فنبه بهذا القول على حسن الاعتماد عليه وكمال الاكتفاء به عن كل صاب سواه.
وفيه أيضا " اللهم اصحبنا بصحبة واقلبنا بذمة " أي احفظنا بحفظك في سفرنا وأرجعنا بأمانك وعهدك إلى بلدنا والصاحب للشئ: الملازم له، وكذا الصحبة للشئ هي الملازمة له إنسانا كان أو حيوانا أو مكانا أو زمانا، والأصل أن يكون في البدن وهو الأكثر، ويكون بالهمة والعناية.
ومنه الحديث: " يقال لصاحب القرآن: إقرأ وارق " (1) ويكون تارة بالحفظ وتارة بالتلاوة وتارة بالتدبر له وتارة بالعمل به.
وفي الحديث " صاحب موسى " ويراد به يوشع بن نون، و " صاحب سليمان " ويراد به آصف، ويقال إنه وزيره، و " صاحب يس " اسمه حبيب بن إسرائيل النجار، وكان ينحت الأصنام، وهو ممن آمن برسول الله وبينهما ستمائة سنة، كما آمن به تبع الأكبر وورقة بن نوفل وغيرهما، ولم يؤمن بنبي أحد إلا بعد ظهوره. وقيل كان في غار يعبد الله فلما بلغة خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه، وأتاه الكفرة فقالوا " أو أنت يخالف " فوثبوا عليه فقتلوه، وقيل توطؤه بأرجلهم حتى خرج قضيبه من دبره، وقيل رجموه وهو يقول: " اللهم اهد قومي " وقبره في سوق أنطاكية فغضب الله عليهم فأهلكهم بصيحة جبرئيل.
وجمع الصاحب " صحب " مثل راكب وركب، و " صحبة " بالضم مثل فارة

(١) في هذا الكتاب ج ١ ص ١٩٣ " يقال لقارئ القرآن ".
(٥٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 589 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575