مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٥٧٢
عليه وآله إبراهيم كما قال (إنا حملنا ذريتهم) أي من هو أب لهم فجعلهم ذرية وقد سبقوهم.
وروي أن النبي جلس ليلا يحدث أصحابه في المسجد فقال: يا قوم إذا ذكرتم الأنبياء الأولين فصلوا عليهم، وإذا ذكرتم أبي إبراهيم فصلوا عليه ثم صلوا علي.
قالوا: يا رسول الله بما نال إبراهيم ذلك؟
قال: اعلموا أن ليلة عرج بي إلى السماء فرقيت السماء الثالثة نصب لي منبر من نور فجلست على رأس المنبر وجلس إبراهيم تحتي بدرجة وجلس جميع الأنبياء الأولين حول المنبر، فإذا بعلي قد أقبل وهو راكب ناقة من نور ووجهه كالقمر وأصحابه حوله كالنجوم، فقال إبراهيم:
يا محمد هذا أي نبي معظم وأي ملك مقرب؟
قلت: لا نبي معظم، ولا ملك مقرب هذا أخي وابن عمى وصهري ووارث علمي علي بن أبي طالب. قال: وما هؤلاء الذين حوله كالنجوم؟ قلت: شيعته. فقال إبراهيم: اللهم اجعلني من شيعة علي، فأتى جبرئيل بهذه (وان من شيعته لإبراهيم).
والشيعة: الاتباع والأعوان والأنصار مأخوذ من الشياع، وهو الحطب الصغار التي تشتعل بالنار وتعين الحطب الكبار على إيقاد النار، وكل قوم اجتمعوا على امر فهم شيعة، ثم صارت الشيعة جماعة مخصوصة، والجمع شيع مثل سدرة وسدر.
وفي النهاية: أصل الشيعة الفرقة من الناس، وتقع علي الواحد والاثنين والجمع المذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وغلب هذا الاسم على كل من يزعم أنه يوالي عليا وأهل بيته حتى صار لهم اسما خاصا. فإذا قيل فلان من الشيعة عرف أنه منهم، وفي مذهب الشيعة [كذا أي عندهم]، وأصلها من المشايعة [وهي] المتابعة والمطاوعة - انتهى كلامه (1).
وفي الحديث " طال ما اتكؤوا على الأرائك وقالوا نحن من شيعة علي " ولعل هذا الحديث وغيره مما يقتضي بظاهره، نفى الاسلام عمن ليس فيهم أوصاف مخصوصة زيادة على المذكور المتعارف مخصوص بنفي الكمال من التشيع.

(١) الزيادات من النهاية (شيع).
(٥٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 567 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575