وفي حديث إطلاق القول بأنه شئ:
" أيجوز أن يقال لله: إنه شئ؟ قال:
نعم، يخرجه من الحدين: حد التعطيل، وحد التشبيه " (1) والمعنى لا تقل إنه لا شئ ولا تقل إنه شئ موجود لا يشابه شيئا من الماهيات المدركة ولا شيئا من الممكنات.
وفي حديث وصفه تعالى: " لا من شئ كان ولا من شئ خلق ما كان " قيل في معناه: إنه (ع) نفى بقوله: " لا من شئ كان " جميع حجج السنوية وشبههم، لان أكثر ما يعتمدونه في حدوث العالم أن يقولوا: لا يخلوا من أن يكون الخالق خلق الأشياء من شئ أو من لا شئ، فقولهم من شئ خطأ وقولهم من لا شئ مناقضة وإحالة لان من توجب شيئا ولا شئ ينفيه، فأخرج (ع) هذه اللفظة فقال: " لا من شئ خلق ما كان " فنفى من إذ كانت توجب شيئا ونفى الشئ إذ كان كل شئ مخلوقا محدثا لا من أصل أحدثه الخالق، كما قالت السنوية: إنه خلق من أصل قديم فلا يكون تدبيرا إلا باحتذاء مثال.
و " انشاء الله " تكرر في الحديث بعد اعطاء الحكم كقوله في حديث الوصية:
" لا ينبغي لهما أن يخالفا الميت وأن يعملا حسب ما أمرهما انشاء الله " وقوله (ع):
" وأنا انشاء الله بكم لاحقون " نحو ذلك.
فقيل: معناه ان شاء الله. وقيل: " إن " شرطية والمعنى: لاحقون في الموافاة على الايمان وقيل: هو التبري والتفويض، ومنه قوله تعالى: (لتدخلن المسجد الحرام إنشاء الله) [48 / 27] ويحتمل أن يريد لتدخلن جميعا إنشاء الله ولم يمت منكم أحد. وقيل هو على التأديب كقوله تعالى:
(ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) [18 / 23] ويحتمل