دينه) [21 / 28] وهو مروي عن الرضا عليه السلام، وعن بعض المفسرين ولا يشفعون إلا لمن ارتضى دينه من أهل الكبائر والصغائر، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة.
قال الصدوق: المؤمن من تسره حسنة وتسوءه سيئة، لقول النبي صلى الله عليه وآله " من سرته حسنة وساءته سيئة فهو مؤمن "، ومتى ساءته سيئة ندم عليها والندم توبة والتائب مستحق الشفاعة والغفران، ومن لم تسوءه سيئة فليس بمؤمن، ومن لم يكن مؤمنا لم يستحق الشفاعة، لان الله تعالى غير مرتض دينه قوله: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) [74 / 48] قيل في معناه لا شافع ولا شفاعة، فالنفي راجع إلى الموصوف والصفة كقوله (لا يسئلون الناس إلحافا).
وفي الحديث تكرر ذكر الشفاعة فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم.
ومنه قوله صلى الله عليه وآله " أعطيت الشفاعة " قال الشيخ أبو علي:
واختلف الأمة في كيفية شفاعة النبي يوم القيامة: فقالت المعتزلة ومن تابعهم يشفع لأهل الجنة ليزيد في درجاتهم، وقال غيرهم من فرق الأمة بل يشفع لمذنبي أمته ممن ارتضى الله دينهم ليسقط عقابهم بشفاعته.
وفي حديث الصلاة على الميت " وإن كان المستضعف بسبيل منك فاستغفر له على وجه الولاية ".
وفي الخبر " إشفع تشفع " أي تقبل شفاعتك.
وفيه " أنت أول شافع وأول مشفع " هو بفتح الفاء، أي أنت أول من يشفع وأول من تقبل شفاعته.
وفي الحديث " لا تشفع في حق امرئ مسلم إلا باذنه ".
وفيه " يشفعون الملائكة لإجابة دعاء من يسعى في المسعى " كأنهم يقولون:
اللهم استجب دعاء هذا العبد.
والشفعة كغرفة قد تكرر ذكرها في الحديث، وهي في الأصل التقوية والإعانة، وفي الشرع استحقاق الشريك الحصة المبيعة في شركة، واشتقاقها على ما قيل من الزيادة، لان الشفيع يضم المبيع