مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٤
الطاعة أو المعصية بمقتضى طباعها.
وفيه: " هم القوم لا يشقى جليسهم " أي لا يخيب عن كرامتهم فيشقى. وقيل:
إن صحبتهم مؤثرة في الجليس، فإذا لم يكن له نصيب مما أصابهم كان محروما فيشفى.
وفي حديث الصادق (ع): " إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد فانظر شيبه ومعروفه إلى من يضعه إلى من هو أهله فاعلم أنه إلى خير، وإن كان يضعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير ".
وفيه: " بين المرء والحكمة نعمة العالم والجاهل شقي بينهما " أي بين نفسه والحكمة، أي ليس بسعيد - كذا وجدناه في النسخ كلها. وقال بعض علمائنا المتأخرين: ولا يزال يختلج في الباب أن هنا سهوا من قلم الناسخ صوابه والجاهل شفا عنهما، وزان " نوى "، وشفا كل شئ طرفه، والمعنى: صاحب الجهل في طرف عنهما - انتهى. وهو كما ترى.
وفي الدعاء: " أعوذ بك من الذنوب التي تورث الشقاء " بالفتح والمد وفسر بالشدة والعسر. قيل: وهو ينقسم إلى دنيوي هو في المعاش من النفس والمال والأهل، وأخروي هو في المعاد.
قال الجوهري: الشقاء والشقاوة بالفتح نقيض السعادة، وقرأ قتادة (شقاوتنا) بالكسر وهي لغة، وإنما جاء بالواو لأنه بني على التأنيث في أول أحواله، وكذلك النهاية، فلم تكن الواو والياء حرفي إعراب ولو بني على التذكير لكان مهموزا كعظاءة وعباءة وصلاءة، وهذا أعل قبل دخول الهاء يقال: " شقي الرجل " انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، ثم تقول: " يشقيان " فيكونان كالماضي - انتهى.
ش ك ر قوله تعالى: (إنه كان عبدا شكورا) [17 / 3] الشكور بفتح الشين:
المتوفر على أداء الشكر الباذل وسعه فيه قد شغل فيه قلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافا وكدحا.
(٥٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575