ز ن ى قوله تعالى: (ولا تقربوا الزنى) [17 / 32] هو بالقصر والمد: وطئ المرأة حراما من دون عقد، وعند فقهائنا هو إيلاج فرج البالغ العاقل في فرج امرأة محرمة من غير عقد ولا ملك ولا شبهة قدر الحشفة عالما مختارا.
و " الزاني " فاعل الزنا. والجمع " الزناة " كالقضاة.
وفي الحديث: " لا يزني الزاني [حين يزني] وهو مؤمن " (1) وفى معناه وجوه:
أحدها - أن يحمل على نفي الفضيلة عنه حيث اتصف منها بما لا يشبه أوصاف المؤمنين ولا يليق بهم.
وثانيها - أن يقال: لفظه خبر ومعناه نهي، وقد روي " لا يزن " على صيغة النهي بحذف الياء.
الثالث - أن يقال: وهو مؤمن من عذاب الله، أي ذو أمن من عذابه.
الرابع - أن يقال، وهو مصدق بما جاء فيه من النهي والوعيد.
الخامس - أن يصرف إلى المستحل.
وفيه توجيه آخر هو أنه وعيد يقصد به الردع، كما في قوله: " لا إيمان لمن لا أمانة له " و " المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ". وقيل في معناه أيضا:
هو أن الهوى ليطفي الايمان، فصاحب الهوى لا يرى إلا هواه ولا ينظر إيمانه الناهي له عن ارتكاب الفاحشة، فكأن الايمان في تلك الحالة قد انعدم، وفيه وجه آخر وهو الحمل على المقاربة والمشارفة، بمعنى ان الزاني حال حصوله في حالة مقاربة لحال الكفر مشارفة له، فأطلق عليه الاسم مجازا.
وفى الحديث: " إذا زنا الرجل خرج منه الايمان فكان فوق رأسه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه " (2) ولعل المراد روح