مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ١٤١
الفواكه ونحوها، وكذلك بالنون من الرنعة وهي الخضب، يقال نرتع أي نرقع أبلنا، يقال رتعت الماشية ترتع رتوعا من باب نفع ورتاعا بالكسر أي أكلت ما شاءت، قال خرجنا نرتع ونلعب أي نتنعم ونلهو، ويقال المراد باللعب هنا اللعب المباح مثل الرمي والاستباق لا مطلق اللعب.
ومن يرتع حول الحمي: أي يطوف به ويدور حوله.
رت ق قوله تعالى (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) [21 / 30] الرتق: ضد الفتق وهو الالتيام.
قيل كانت السماوات سماء واحدة والأرضون أرضا واحد ففتقهما الله وجعل سبع سماوات وسبع أرضين.
وقيل كانت السماء مع الأرض جميعا ففتقهما الله بالهواء الذي جعله بينهما.
وفى الحديث " كان عرضه تعالى على الماء، الماء على الهواء والهواء لا يحد، ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صارت موجا، ثم أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد ثم دحا الأرض من تحته، ثم مكث الرب تعالى ما شاء الله.
فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضرب البحور حتى أزبدت فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء، وجعل فيها البروج والنجوم، ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في الفلك. وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب.
وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ففتق السماء بالمطر، والأرض بالنبات.
وذلك قوله (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) [21 / 30].
وفى الدعاء " وارتق فتقنا " وهو على الاستعارة.
والرتق بالتحريك: هو أن يكون
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575