شرح ابن عقيل - ابن عقيل الهمداني - ج ١ - الصفحة ٤٧٨
" ما قامت إلا هند "، ولا " ما طلعت إلا الشمس "، وقد جاء في الشعر كقوله:
145 - * وما بقيت إلا الضلوع الجراشع * .
145 هذا عجز بيت لذي الرمة - غيلان بن عقبة - وصدره:
* طوى النحز والأجراز ما في غروضها * وهذا البيت من قصيدة له طويلة، أولها قوله:
أمنزلتي مي، سلام عليكما! * هل الا زمن اللائي مضين رواجع؟
وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى * ثلاث الأثافي والديار البلاقع؟
اللغة: " النحز " - بفتح فسكون - الدفع، والنخس، والسوق الشديد " والأجراز " جمع: جرز - بزنة سبب أو عنق - وهي الأرض اليابسة لا نبات فيها " غروضها " جمع غرض - بفتح أوله - وهو للرحل بمنزلة الحزام للسرج، والبطان للقتب، وأراد هنا ما تحته، وهو بطن الناقة وما حوله، بعلاقة المجاورة " الجراشع " جمع جرشع - بزنة قنفذ - وهو المنتفخ.
المعنى: يصف ناقته بالكلال والضمور والهزال مما أصابها من توالي السوق، والسير في الأرض الصلبة، حتى دق ما تحت غرضها، ولم يبق إلا ضلوعها المنتفخة، فكأنه يقول: أصاب هذه الناقة الضمور والهزال والطوى بسبب شيئين: أولهما استحثاثي لها على السير بدفعها ونخسها، والثاني أنها تركض في أرض يابسة صلبة ليس بها نبات، وهي مما يشق السير فيه.
الاعراب: " طوى " فعل ماض " النحز " فاعل " والأجراز " معطوف على الفاعل " ما " اسم موصول: مبني على السكون في محل نصب مفعول به لطوى " في غروضها " الجار والمجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول، وغروض مضاف، وها:
ضمير عائد إلى الناقة مضاف إليه " فما " نافية " بقيت " بقي: فعل ماض، والتاء للتأنيث " إلا " أداة استثناء ملغاة " الضلوع " فاعل بقيت " الجراشع " صفة للضلوع.
الشاهد فيه: قوله " فما بقيت إلا الضلوع " حيث أدخل تاء التأنيث على الفعل، لان فاعله مؤنث، مع كونه قد فصل بين الفعل والفاعل بإلا، وذلك - عند الجمهور - مما لا يجوز في غير الشعر. ومثل هذا الشاهد قول الراجز:
ما برئت من ريبة وذم * في حربنا إلا بنات العم