لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٨٩
فينصبن الأسماء، كقولك: عليك زيدا ودونك وعندك خالدا أي الزمه وخذه، وأما الصفات سواهن فيرفعن إذا جعلت أخبارا ولا يغري بها. ويقولون: عليه دين، ورأيته على أوفاز كأنه يريد النهوض. وتجئ على بمعنى عن، قال الله عز وجل: إذا اكتالوا على الناس يستوفون، معناه إذا اكتالوا عنهم. قال الجوهري: على لها ثلاثة مواضع، قال المبرد: هي لفظة مشتركة للاسم والفعل والحرف لا أن الاسم هو الحرف أو الفعل، ولكن يتفق الاسم والحرف في اللفظ، ألا ترى أنك تقول على زيد ثوب، فعلى هذه حرف، وتقول علا زيدا ثوب، فعلا هذه فعل من علا يعلو، قال طرفة:
وتساقى القوم كأسا مرة، وعلا الخيل دماء كالشقر ويروى: على الخيل، قال سيبويه: ألف علا زيدا ثوب منقلبة من واو، إلا أنها تقلب مع المضمر ياء، تقول عليك، وبعض العرب يتركها على حالها، قال الراجز:
أي قلوص راكب تراها، فاشدد بمثني حقب حقواها نادية وناديا أباها، طاروا علاهن فطر علاها ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب، قال ابن بري: أنشده أبو زيد:
ناجية وناجيا أباها قال: وكذلك أنشده الجوهري في ترجمة نجا. وقال أبو حاتم: سألت أبا عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انقط عليه، هذا من قول المفضل. وعلى: حرف خافض، وقد تكون اسما يدخل عليه حرف، قال يزيد بن الطثرية:
غدت من عليه تنقض الطل، بعدما رأت حاجب الشمس استوى فترفعا أي غدت من فوقه لأن حرف الجر لا يدخل على حرف الجر، وقولهم: كان كذا على عهد فلان أي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إذا اكتالوا على الناس يستوفون، أي من الناس. وتقول: علي زيدا وعلي بزيد، معناه أعطني زيدا، قال ابن بري: وتكون على بمعنى الباء، قال أبو ذؤيب:
وكأنهن ربابة، وكأنه يسر يفيض على القداح ويصدع أي بالقداح. وعلى: صفة من الصفات، وللعرب فيها لغتان: كنت على السطح وكنت أعلى السطح، قال الزجاج في قوله عليهم وإليهم:
الأصل علاهم وإلاهم كما تقول إلى زيد وعلى زيد، إلا أن الألف غيرت مع المضمر فأبدلت ياء لتفصل بين الألف التي في آخر المتمكنة وبين الألف في آخر غير المتمكنة التي الإضافة لازمة لها، ألا ترى أن على ولدي وإلى لا تنفرد من الإضافة؟
ولذلك قالت العرب في كلا في حال النصب والجر: رأيت كليهما وكليكما ومررت بكليهما، ففصلت بين الإضافة إلى المظهر والمضمر لما كانت كلا لا تنفرد ولا تكون كلاما إلا بالإضافة.
والعلاوة: أعلى الرأس، وقيل: أعلى العنق. يقال: ضربت علاوته أي رأسه وعنقه. والعلاوة أيضا: رأس الإنسان ما دام في عنقه. والعلاوة: ما يحمل على البعير وغيره، وهو ما وضع بين العدلين، وقيل: علاوة كل شئ ما زاد عليه.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست