وقضاة ورام ورماة، وهو قول سيبويه في باب تكسير ما كان من الصفة عدته أربعة أحرف، وهذا شبيه بلفظ أكثر الناس في توهمهم أن كماة جمع كمي، وفعيل ليس مما يكسر على فعلة، وإنما جمع سحمي أكماء، حكاه أبو زيد، فأما كماة فجمع كأم من قولهم كمي شجاعته وشهادته كتمها، وأما عدى وعدى فاسمان للجمع، لأن فعلا وفعلا ليسا بصيغتي جمع إلا لفعلة أو فعلة وربما كانت لفعلة، وذلك قليل كهضبة وهضب وبدرة وبدر، والله أعلم.
والعداوة: اسم عام من العدو، يقال: عدو بين العداوة، وفلان يعادي بني فلان. قال الله عز وجل: عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة، وفي التنزيل العزيز: فإنهم عدو لي، قال سيبويه: عدو وصف ولكنه ضارع الاسم، وقد يثنى ويجمع ويؤنث، والجمع أعداء، قال سيبويه: ولم يكسر على فعل، وإن كان كصبور، كراهية الإخلال والاعتلال، ولم يكسر على فعلان كراهية الكسرة قبل الواو لأن الساكن ليس بحاجز حصين، والأعادي جمع الجمع. والعدي، بكسر العين، الأعداء، وهو جمع لا نظير له، وقالوا في جمع عدوة عدايا لم يسمع إلا في الشعر. وقوله تعالى هم العدو فأحذرهم؛ قيل: معناه هم العدو الأدنى، وقيل: معناه هم العدو الأشد لأنهم كانوا أعداء النبي، صلى الله عليه وسلم، ويظهرون أنهم معه.
والعادي: العدو، وجمعه عداة، قالت امرأة من العرب:
أشمت رب العالمين عاديك وقال الخليل في جماعة العدو عدى وعدى، قال: وكان حد الواحد عدو، بسكون الواو، ففخموا آخره بواو وقالوا عدو، لأنهم لم يجدوا في كلام العرب اسما في آخره واو ساكنة، قال: ومن العرب من يقول قوم عدى، وحكى أبو العباس: قوم عدى، بضم العين، إلا أنه قال: الاختيار إذا كسرت العين أن لا تأتي بالهاء، والاختيار إذا ضممت العين أن تأتي بالهاء، وأنشد:
معاذة وجه الله أن أشمت العدى بليلى، وإن لم تجزني ما أدينها وقد عاداه معاداة وعداء، والاسم العداوة، وهو الأشد عاديا.
قال أبو العباس: العدى جمع عدو، والرؤى جمع رؤية، والذرى جمع ذروة، وقال الكوفيون: إنما هو مثل قضاة وغزاة ودعاة فحذفوا الهاء فصارت عدى، وهو جمع عاد. وتعادى القوم: عادى بعضهم بعضا. وقوم عدى: يكتب بالياء وإن كان أصله الواو لمكان الكسرة التي في أوله، وعدى مثله، وقيل: العدى الأعداء، والعدي الأعداء الذين لا قرابة بينك وبينهم، قال: والقول هو الأول. وقولهم: أعدى من الذئب، قال ثعلب: يكون من العدو ويكون من العداوة، وكونه من العدو أكثر، وأراه إنما ذهب إلى أنه لا يقال أفعل من فاعلت، فلذلك جاز أن يكون من العدو لا من العداوة. وتعادى ما بينهم: اختلف.
وعديت له: أبغضته، عن ابن الأعرابي. ابن شميل: رددت عني عادية فلان أي حدته وغضبه. ويقال: كف عنا عاديتك أي ظلمك وشرك، وهذا مصدر جاء على فاعلة كالراغية والثاغية. يقال: سمعت راغية البعير وثاغية الشاة أي رغاء البعير وثغاء الشاة، وكذلك عادية الرجل عدوه عليك بالمكروه.