لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٢٩٤
ذبح، وقال ابن عيينة: أخذ من المنايا. يونس: امتنى القوم إذا نزلوا منى. ابن الأعرابي: أمنى القوم إذا نزلوا منى.
الجوهري: منى، مقصور، موضع بمكة، قال: وهو مذكر، يصرف. ومنى: موضع آخر بنجد، قيل إياه عنى لبيد بقوله:
عفت الديار محلها فمقامها بمنى، تأبد غولها فرجامها والمنى، بضم الميم: جمع المنية، وهو ما يتمنى الرجل.
والمنوة: الأمنية في بعض اللغات. قال ابن سيده: وأراهم غيروا الآخر بالإبدال كما غيروا الأول بالفتح. وكتب عبد الملك إلى الحجاج: يا ابن المتمنية، أراد أمه وهي الفريعة بنت همام، وهي القائلة: هل من سبيل إلى خمر فأشربها، أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج؟
وكان نصر رجلا جميلا من بني سليم يفتتن به النساء فحلق عمر رأسه ونفاه إلى البصرة، فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك، ومنه قول عروة بن الزبير للحجاج: إن شئت أخبرتك من لا أم له يا ابن المتمنية. والأمنية: أفعولة وجمعها الأماني، وقال الليث: ربما طرحت الألف فقيل منية على فعلة (* قوله فقيل منية على فعلة كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله على فعولة حتى يتأتى رد أبي منصور عليه، قال أبو منصور: وهذا لحن عند الفصحاء، إنما يقال منية على فعلة وجمعها منى، ويقال أمنية على أفعولة والجمع أماني، مشددة الياء، وأمان مخففة، كما يقال أثاف وأثافي وأضاح وأضاحي لجمع الأثفية والأضحية. أبو العباس: أحمد بن يحيى التمني حديث النفس بما يكون وبما لا يكون، قال: والتمني السؤال للرب في الحوائج. وفي الحديث: إذا تمنى أحدكم فليستكثر فإنما يسأل ربه، وفي رواية:
فليكثر، قال ابن الأثير: التمني تشهي حصول الأمر المرغوب فيه وحديث النفس بما يكون وما لا يكون، والمعنى إذا سأل الله حوائجه وفضله فليكثر فإن فضل الله كثير وخزائنه واسعة. أبو بكر: تمنيت الشئ أي قدرته وأحببت أن يصير إلي من المنى وهو القدر. الجوهري: تقول تمنيت الشئ ومنيت غيري تمنية.
وتمنى الشئ: أراده، ومناه إياه وبه، وهي المنية والمنية والأمنية. وتمنى الكتاب: قرأه وكتبه. وفي التنزيل العزيز:
إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته، أي قرأ وتلا فألقى في تلاوته ما ليس فيه، قال في مرثية عثمان، رضي الله عنه: تمنى كتاب الله أول ليله، وآخره لاقى حمام المقادر (* قوله أول ليله وآخره كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: أول ليلة وآخرها.) والتمني: التلاوة. وتمنى إذا تلا القرآن، وقال آخر:
تمنى كتاب الله آخر ليله، تمني داود الزبور على رسل أي تلا كتاب الله مترسلا فيه كما تلا داود الزبور مترسلا فيه. قال أبو منصور: والتلاوة سميت أمنية لأن تالي القرآن إذا مر بآية رحمة تمناها، وإذا مر بآية عذاب تمنى أن يوقاه. وفي التنزيل العزيز: ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني، قال أبو إسحق: معناه الكتاب إلا تلاوة، وقيل: إلا أماني إلا أكاذيب، والعرب تقول: أنت إنما تمتني هذا القول أي تختلقه، قال:
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست