لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٥٧
الأصمعي: الهادية من كل شئ أوله وما تقدم منه، ولهذا قيل:
أقبلت هوادي الخيل إذا بدت أعناقها. وفي الحديث: طلعت هوادي الخيل يعني أوائلها. وهوادي الليل: أوائله لتقدمها كتقدم الأعناق، قال سكين بن نضرة البجلي:
دفعت بكفي الليل عنه وقد بدت هوادي ظلام الليل، فالظل غامره وهوادي الخيل: أعناقها لأنها أول شئ من أجسادها، وقد تكون الهوادي أول رعيل يطلع منها لأنها المتقدمة. ويقال: قد هدت تهدي إذا تقدمت، وقال عبيد يذكر الخيل:
وغداة صبحن الجفار عوابسا، تهدي أوائلهن شعث شزب أي يتقدمهن، وقال الأعشى وذكر عشاه وأن عصاه تهديه:
إذا كان هادي الفتى في البلا د، صدر القناة، أطاع الأميرا وقد يكون إنما سمى العصا هاديا لأنه يمسكها فهي تهديه تتقدمه، وقد يكون من الهداية لأنها تدله على الطريق، وكذلك الدليل يسمى هاديا لأنه يتقدم القوم ويتبعونه، ويكون أن يهديهم للطريق. وهاديات الوحش: أوائلها، وهي هواديها. والهادية:
المتقدمة من الإبل. والهادي: الدليل لأنه يقدم القوم. وهداه أي تقدمه، قال طرفة:
للفتى عقل يعيش به، حيث تهدي ساقه قدمه وهادي السهم: نصله، وقول امرئ القيس:
كأن دماء الهاديات بنحره عصارة حناء بشيب مرجل يعني به أوائل الوحش. ويقال: هو يهاديه الشعر، وهاداني فلان الشعر وهاديته أي هاجاني وهاجيته. والهدية: ما أتحفت به، يقال: أهديت له وإليه. وفي التنزيل العزيز: وإني مرسلة إليهم بهدية، قال الزجاج: جاء في التفسير أنها أهدت إلى سليمان لبنة ذهب، وقيل: لبن ذهب في حرير، فأمر سليمان، عليه السلام، بلبنة الذهب فطرحت تحت الدواب حيث تبول عليها وتروت، فصغر في أعينهم ما جاؤوا به، وقد ذكر أن الهدية كانت غير هذا، إلا أن قول سليمان: أتمدونني بمال؟ يدل على أن الهدية كانت مالا.
والتهادي: أن يهدي بعضهم إلى بعض. وفي الحديث: تهادوا تحابوا، والجمع هدايا وهداوى، وهي لغة أهل المدينة، وهداوي وهداو، الأخيرة عن ثعلب، أما هدايا فعلى القياس أصلها هدائي، ثم كرهت الضمة على الياء فأسكنت فقيل هدائى، ثم قلبت الياء ألفا استخفافا لمكان الجمع فقيل هداءا، كما أبدلوها في مدارى ولا حرف علة هناك إلا الياء، ثم كرهوا همزة بين ألفين لأن الهمزة بمنزلة الألف، إذ ليس حرف أقرب إليها منها، فصوروها ثلاث همزات فأبدلوا من الهمزة ياء لخفتها ولأنه ليس حرف بعد الألف أقرب إلى الهمزة من الياء، ولا سبيل إلى الألف لاجتماع ثلاث ألفات فلزمت الياء بدلا، ومن قال هداوى أبدل الهمزة واوا لأنهم قد يبدلونها منها كثيرا كبوس وأومن، هذا كله مذهب سيبويه، قال ابن سيده:
وزدته أنا إيضاحا، وأما هداوي فنادر، وأما هداو فعلى أنهم حذفوا الياء من هداوي حذفا ثم عوض منها التنوين. أبو زيد: الهداوي لغة
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست