لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٤٣
تنمى بها اليعسوب، حتى أقرها إلى مألف رحب المباءة عاسل أي ذي عسل.
والنامية: القضيب الذي عليه العناقيد، وقيل: هي عين الكرم الذي يتشقق عن ورقه وحبه، وقد أنمى الكرم. المفضل: يقال للكرمة إنها لكثيرة النوامي وهي الأغصان، واحدتها نامية، وإذا كانت الكرمة كثيرة النوامي فهي عاطبة، والنامية خلق الله تعالى. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تمثلوا بنامية الله أي بخلق الله لأنه ينمي، من نمى الشئ إذا زاد وارتفع. وفي الحديث: ينمي صعدا أي يرتفع ويزيد صعودا. وأنميت الصيد فنمى ينمي: وذلك أن ترميه فتصيبه ويذهب عنك فيموت بعدما يغيب، ونمى هو، قال امرؤ القيس:
فهو لا تنمي رميته، ما له؟ لا عد من نفره ورميت الصيد فأنميته إذا غاب عنك ثم مات. وفي حديث ابن عباس:
أن رجلا أتاه فقال إني إرمي الصيد فأصمي وأنمي، فقال: كل ما أصميت ودع ما أنميت، الإنماء: ترمي الصيد فيغيب عنك فيموت ولا تراه وتجده ميتا، وإنما نهى عنها (* قوله وإنما نهى عنها أي عن الرمية كما في عبارة النهاية.) لأنك لا تدري هل ماتت برميك أو بشئ غيره، والإصماء: أن ترميه فتقتله على المكان بعينه قبل أن يغيب عنه، ولا يجوز أكله لأنه لا يؤمن أن يكون قتله غير سهمه الذي رماه به. ويقال:
أنميت الرمية، فإن أردت أن تجعل الفعل للرمية نفسها قلت قد نمت تنمي أي غابت وارتفعت إلى حيث لا يراها الرامي فماتت، وتعديه بالهمزة لا غير فتقول أنميتها، منقول من نمت، وقول الشاعر أنشده شمر:
وما الدهر إلا صرف يوم وليلة:
فمخطفة تنمي، وموتغة تصمي (* قوله وموتغة أورده في مادة خطف: ومقعصة.) المخطفة: الرمية من رميات الدهر، والموتغة: المعنتة.
ويقال: أنميت لفلان وأمديت له وأمضيت له، وتفسير هذا تتركه في قليل الخطأ حتى يبلغ أقصاه فتعاقب في موضع لا يكون لصاحب الخطأ فيه عذر.
والنامي: الناجي، قال التغلبي:
وقافية كأن السم فيها، وليس سليمها أبدا بنامي صرفت بها لسان القوم عنكم، فخرت للسنابك والحوامي وقول الأعشى:
لا يتنمى لها في القيظ يهبطها إلا الذين لهم، فيما أتوا، مهل قال أبو سعيد: لا يعتمد عليها.
ابن الأثير: وفي حديث ابن عبد العزيز أنه طلب من امرأته نمية أو نمامي ليشتري بها عنبا فلم يجدها، النمية: الفلس، وجمعها نمامي كذرية وذراري. قال ابن الأثير: قال الجوهري النمي الفلس بالرومية، وقيل: الدرهم الذي فيه رصاص أو نحاس، والواحدة نمية.
وقال: النم ء والنمو القمل الصغار.
* نهي: النهي: خلاف الأمر. نهاه ينهاه نهيا فانتهى وتناهى:
كف، أنشد سيبويه لزياد بن
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»
الفهرست