لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٢٧٤
قال أبو حنيفة: المدي الماء الذي يسيل من الحوض ويخبث فلا يقرب.
والمدي: من المكاييل معروف، قال ابن الأعرابي: هو مكيال ضخم لأهل الشام وأهل مصر، والجمع أمداء. التهذيب: والمدي مكيال يأخذ جريبا. وفي الحديث: أن عليا، رضي الله عنه، أجرى للناس المديين والقسطين، فالمديان الجريبان، والقسطان قسطان من زيت كل يرزقهما الناس، قال ابن الأثير: يريد مديين من الطعام وقسطين من الزيت، والقسط نصف صاع. الجوهري: المدي القفيز الشامي وهو غير المد. قال ابن بري: المدي مكيال لأهل الشام يقال له الجريب، يسع خمسة وأربعين رطلا، والقفيز ثمانية مكاكيك، والمكوك صاع ونصف. وفي الحديث: البر بالبر مدي بمدي أي مكيال بمكيال. قال ابن الأثير: والمدي مكيال لأهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا، والمكوك صاع ونصف، وقيل: أكثر من ذلك.
* مذي: المذي، بالتسكين: ما يخرج عند الملاعبة والتقبيل، وفيه الوضوء.
مذى الرجل والفحل، بالفتح، مذيا وأمذى، بالألف، مثله وهو أرق ما يكون من النطفة، والاسم المذي والمذي، والتخفيف أعلى.
التهذيب: وهو المذا والمذي مثل العمى (* قوله وهو المذا والمذي مثل العمى كذا في الأصل بلا ضبط.). ويقال: مذى وأمذى ومذي، قال: والأول أفصحها. وفي حديث علي، عليه السلام: كنت رجلا مذاء فاستحيت أن أسأل النبي، صلى الله عليه وسلم، فأمرت المقداد فسأله فقال فيه الوضوء، مذاء أي كثير المذي. قال ابن الأثير: المذي، بسكون الذال مخفف الياء، البلل اللزج الذي يخرج من الذكر عند ملاعبة النساء ولا يجب فيه الغسل، وهو نجس يجب غسله وينقض الوضوء، والمذاء فعال للمبالغة في كثرة المذي، من مذى يمذي لا من أمذى، وهو الذي يكثر مذيه. الأموي: هو المذي، مشدد، وبعض يخفف. وحكى الجوهري عن الأصمعي: المذي والودي والمني مشددات. وقال أبو عبيدة: المني وحده مشدد، والمذي والودي مخففان، والمذي أرق ما يكون من النطفة. وقال علي بن حمزة: المذي، مشدد، اسم الماء، والتخفيف مصدر مذى. يقال: كل ذكر يمذي وكل أنثى تقذي، وأنشد ابن بري للأخطل:
تمذي إذا سخنت في قبل أذرعها، وتدرئم إذا ما بلها المطر والمذي: الماء الذي يخرج من صنبور الحوض. ابن بري: المذي أيضا مسيل الماء من الحوض، قال الراجز لما رآها ترشف المذيا، ضج العسيف واشتكى الونيا والمذية: أم بعض شعراء العرب يعير بها. وأمذى شرابه: زاد في مزاجه حتى رق جدا. ومذيت فرسي وأمذيته ومذيته:
أرسلته يرعى.
والمذاء: أن تجمع بين رجال ونساء وتتركهم يلاعب بعضهم بعضا.
والمذاء: المماذاة. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: الغيرة من الإيمان والمذاء من النفاق (* قوله والمذاء من النفاق إلخ كذا هو في الأصل مضبوطا بالكسر كالصحاح، وفي القاموس: والمذاء كسماء، وكذلك ضبط في التكملة مصرحا بالفتح، وقد روي بالوجهين في الحديث.)، وهو الجمع بين الرجال والنساء للزنا، سمي مذاء لأن بعضهم يماذي بعضا مذاء.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست