بأخوالها من اليمن، وقال أبو زيد إنه للعامرية:
حيدة خالي ولقيط وعلي، وحاتم الطائي وهاب المئي، ولم يكن كخالك العبد الدعي يأكل أزمان الهزال والسني هنات عير ميت غير ذكي قال ابن سيده: أراد المئي فخفف كما قال الآخر:
ألم تكن تحلف بالله العلي إن مطاياك لمن خير المطي ومثله قول مزرد:
وما زودوني غير سحق عباءة، وخمسمئ منها قسي وزائف (* قوله عباءة في الصحاح: عمامة.) قال الجوهري: هما عند الأخفش محذوفان مرخمان. وحكي عن يونس: أنه جمع بطرح الهاء مثل تمرة وتمر، قال: وهذا غير مستقيم لأنه لو أراد ذلك لقال مئى مثل معي، كما قالوا في جمع لثة لثى، وفي جمع ثبة ثبا، وقال في المحكم في بيت مزرد: أراد مئي فعول كحلية وحلي فحذف، ولا يجوز أن يريد مئين فيحذف النون، لو أراد ذلك لكان مئي بياء، وأما في غير مذهب سيبويه فمئ من خمسمئ جمع مائة كسدرة وسدر، قال: وهذا ليس بقوي لأنه لا يقال خمس تمر، يراد به خمس تمرات، وأيضا فإن بنات الحرفين لا تجمع هذا الجمع، أعني الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء، وقوله:
ما كان حاملكم منا ورافدكم وحامل المين بعد المين والألف (* قوله ما كان حاملكم إلخ تقدم في أ ل ف: وكان.) إنما أراد المئين فحذف الهمزة، وأراد الآلاف فحذف ضرورة. وحكى أبو الحسن: رأيت مئيا في معنى مائة، حكاه ابن جني، قال: وهذه دلالة قاطعة على كون اللام ياء، قال: ورأيت ابن الأعرابي قد ذهب إلى ذلك فقال في بعض أماليه: إن أصل مائة مئية، فذكرت ذلك لأبي علي فعجب منه أن يكون ابن الأعرابي ينظر من هذه الصناعة في مثله، وقالوا ثلاثمائة فأضافوا أدنى العدد إلى الواحد لدلالته على الجمع كما قال:
في حلقكم عظم وقد شجينا وقد يقال ثلاث مئات ومئين، والإفراد أكثر على شذوذه، والإضافة إلى مائة في قول سيبويه ويونس جميعا فيمن رد اللام مئوي كمعوي، ووجه ذلك أن مائة أصلها عند الجماعة مئية ساكنة العين، فلما حذفت اللام تخفيفا جاورت العين تاء التأنيث فانفتحت على العادة والعرف فقيل مائة، فإذا رددت اللام فمذهب سيبويه أن تقرأ العين بحالها متحركة، وقد كانت قبل الرد مفتوحة فتقلب لها اللام ألفا فيصير تقديرها مئا كثنى، فإذا أضفت إليها أبدلت الألف واوا فقلت مئوي كثنوي، وأما مذهب يونس فإنه كان إذا نسب إلى فعلة أو فعلة مما لامه ياء أجراه مجرى ما أصله فعلة أو فعلة، فيقولون في الإضافة إلى ظبية ظبوي، ويحتج بقول العرب في النسبة إلى بطية بطوي وإلى زنية زنوي، فقياس هذا أن تجري مائة وإن كانت فعلة مجرى فعلة فتقول فيها مئوي فيتفق اللفظان من أصلين مختلفين. الجوهري:
قال سيبويه يقال ثلاثمائة، وكان حقه أن يقولوا مئين أو مئات كما تقول ثلاثة آلاف، لأن ما بين الثلاثة إلى العشرة يكون جماعة نحو ثلاثة رجال وعشرة رجال، ولكنهم شبهوه بأحد